دراسة الجدوى الفنية هي خطوة أساسية لتقييم إمكانية تنفيذ المشاريع من الناحية الفنية، وللأسف يواجه الكثير من المستثمرين صعوبة في تنفيذ تلك الدراسة ولذلك قمنا نحن في موقع أسود البيزنس بكتابة تلك المقالة لعلها تضع جميع المستثمرين العرب على الطريق الصحيح عند دراسة جدوي مشاريعهم.
تعريف دراسة الجدوى – ما هي دراسة الجدوى؟
دراسة الجدوى Feasibility Study هي سلسلة دراسات متخصصة مترابطة ومتكاملة تجرى سلفاً (مسبقاً)على مشاريع الاستثمار المزمع تنفيذها منذ التفكير في عمل المشروع وحتى يصل المشروع إلى مرحلة التصفية بقصد التأكد من صلاحية مشاريع الاستثمار لتحقيق نتائج محددة، وبمعنى آخر دراسة الجدوى هي تلك الدراسات اللازم تنفيذها للتحقق من أن نواتج مشروع الاستثمار تفوق الموارد التي ستخصص له، ومن أن تلك النواتج تتوافق ودوافع المستثمر واتجاهاته؛ على أنه ينبغي التنويه ابتداء إلى أن ثمة اصطلاحات عدة تطلق على دراسات الجدوى وهذه الاصطلاحات وإن اختلفت في المسمى، فإنها لا تختلف في المضمون أو الجوهر وبدخل ضمن تلك الاصطلاحات ما يلي: تقييم المشروع Project Evaluation، تقييم الاستثمار investment Appraisal، اقتصاديات المشروع Project Economics.
مقالة ذات صلة: دراسة الجدوى – تعريف وأهمية وخطوات وأنواع دراسة الجدوى
خطوات إعداد دراسة الجدوى لأى مشروع
اولاً:- القيام بدراسة الجدوى المبدئية
تعد دراسات الجدوى المبدئية بمثابة دراسات استطلاعية سريعة تستهدف التوصل إلى حكم أولى على مدى احتمال تحقيق مشروع الاستثمار الذى نقوم بعمل دراسة جدوى له للأهداف المرجوة منه، أو بمعنى آخر تستهدف للتحقق من وجود دلائل تشير إلى إمكانية نجاح المشروع؛ فإذا أسفرت هذه الدراسات عن عدم وجود موانع جوهرية لتنفيذ مشروع الاستثمار أو عن توفر احتمالات النجاح له، يتم إعداد دراسات الجدوى التفصيلية بأبعادها المختلفة وتكون هناك مبررات اقتصادية لعمل هذه الدراسات التفصيلية.
أما إذا أسفرت تلك الدراسات عن عدم وجود إمكانية النجاح للمشروع لأسباب شخصية يصعب تفسيرها أو إلى أسباب موضوعية على النحو الذي ناقشناه فى مقالة دراسة الجدوى المبدئية، فإن دراسات الجدوى تتوقف عند هذا الحد، ويمكن للمستثمر القيام بدراسة أفكار أخرى إذا كانت لديه الرغبة في ذلك؛ إذ ليس هناك مبرر للقيام بدراسات جدوى نهائية مكلفة في الغالب لفكرة استثمارية غير ملائمة أو لأحد مشاريع الاستثمارية الذي لا تتوافر له مقومات النجاح.
ودراسة الجدوى المبدئية تساعد المستثمر على تصفية المشروعات وأفكار الاستثمار التى لديه للوصول الى الفكرة التى تستحق بذل الوقت والجهد والمال فى دراسة جدوى تفصيلية.
وانصح بشدة بالإطلاع على هذة المقالة المنفصلة بعنوان دراسة الجدوى المبدئية – تعريفها وأهميتها وطريقة إعدادها
ثانياً: مرحلة إعداد دراسة الجدوى التفصيلية
نقدم دراسات الجدوى التفصيلية الأسس التسويقية والفنية والتنظيمية والمالية للقرار الخاص بمشروع الاستثمار، إذ تجرى عدة دراسات نهائية للجدوى على مشاريع الاستثمار التي تم اختيارها عن طريق دراسة الجدوى المبدئية وأثبتت جدواها المبدئية، وتتم هذه الدراسات من خلال المرحل الجزئية التالية:
- أ. مرحلة دراسة الجدوى التسويقية.
- ب. مرحلة دراسة الجدوى الفنية والهندسية (موضوع هذه المقالة).
- ج. مرحلة دراسة الجدوى الإدارية والتنظيمية.
- د. مرحلة دراسة الجدوى المالية والاقتصادية وتقييم (تقدير) الربحية التجارية (الخاصة).
المقصود بدراسة الجدوى الفنية
يقصد بدراسة الجدوى الفنية Technical Feasibility Study الدراسة التي يتم اعدادها للتعرف على إمكانية أو قابلية تنفيذ مشروع الاستثمار الذى نقوم بعمل دراسة جدوى له من النواحي الفنية والهندسية، وتُعد دراسة الجدوى الفنية أحد الأركان المحورية لدراسات جدوى مشاريع الاستثمار إذ تستند إليها كافة دراسات الجدوى اللاحقة لها.
أهمية دراسة الجدوى الفنية
وتكمن أهمية دراسة الجدوى الفنية لمشاريع الاستثمار في أنها تساعد المستثمر على تحديد الحجم الممكن لمشروع الاستثمار في ضوء الطاقة الإنتاجية Production Capacity المتاحة له والمطلوبة منه، كما تساعد في اختيار الموقع أو المواقع المناسبة للمشروع وفي اختيار نظام الإنتاج Product System وفي إعداد التنظيم الداخلي للمشروع وفي تحديد كافة الاحتياجات اللازمة لإنشاء وتشغيل مشروع الاستثمار من أصول ثابتة ومستلزمات إنتاج وقوى عاملة ….الخ.
وعلاوة ما تقدم، فإن دراسة الجدوى الفنية تمد القائمين على دراسات الجدوى بالبيانات والمعلومات اللازمة لتقدير التكاليف الرأسمالية Capital Costs لمشروع الاستثمار، ومن ثم فإن عدم الدقة Inaccuracy في إجراء هذه الدراسة يترتب عليه تقديرات غير سليمة للتكاليف الرأسمالية ولتكاليف التشغيل Operating Costs مما يؤدي إلى سوء تقدير حجم الأموال المطلوبة وبالتالي احتمال تعرض المشروع لمشكلات تتعلق بمصادر التمويل Sources of Finance أو بالسيولة Liquidity مستقبلاً.
كذلك فإن عدم القيام بدراسات جدوى فنية دقيقة وموضوعية لمشروع الاستثمار يؤدي إلى تعرضه لمشكلات فنية كثيرة منها ظهور طاقات إنتاجية معطلة، وارتفاع نسبة التالف والمعيب إزاء سوء التنظيم الداخلي له، وتضخم تكاليف النقل Transportation Costs منه وإليه نتيجة سوء اختيار موقع مشروع الاستثمار، وهو ما يؤدي إلى فشل مشروع الاستثمار في تحقيق أهدافه مما ينعكس سلباً سواء على المستثمرين وذلك بضياع رؤوس أموالهم وعدم تحقيق المعدل المطلوب للعائد عليها، أو على الاقتصاد الوطني في صورة استنزاف قدر من موارده.
وأخيرا وليس آخراً، فإن دراسة الجدوى الفنية تعاون في تحديد مواصفات المنتج Product Specification وخصائصه تبعاً لطلب العميل وحسبما أسفرت عنه دراسة الجدوى التسويقية بصفة عامة ودراسة الطلب بصفة خاصة؛ على أن مستوى التعمق في دراسة الجدوى الفنية يستند إلى مجموعة معايير تتعلق بـ: حجم مشروع الاستثمار، المبلغ المرصود للدراسة الفنية، الوقت المتاح لها، درجة الدقة المطلوبة فيها، البدائل الفنية المتاحة، الأخطار المترتبة على عدم دقة الدراسة.
- ملحوظة:– التكاليف الرأسماليّة هي التكاليف التي يحتاجها المشروع قبل البدء في التشغيل، ويمكن تقسيم هذه التكاليف إلى الأقسام الرئيسية التالية :
- تكاليف دراسة المشروع، تكاليف إعداد الموقع، تكاليف المباني والخدمات الأساسية للمشروع تكاليف الآلات والمعدات والتكاليف التأسيسية ( مثل تكاليف الترخيص وبراءات الاختراع والتدريب والتوظيف والدعاية وإصدار التمويل إذا كان التمويل عن طريق إصدار الأسهم).
- تكاليف رأس المال العامل وتشمل المخزون الاحتياطي والنقدية والمدينون.
- احتياطي الطوارئ.
- تكاليف التشغيل أو التكاليف التشغيلية هي تلك التي تنفق من أجل تشغيل المشروع وتشمل: تكاليف المستلزمات السلعيّة من مواد خام ووقود وقطع غيار و الأجور والمرتبات والمكافآت، تكاليف صيانة، إيجارات.
العوامل الواجب اعتبارها عند إجراء دراسة الجدوى الفنية
اتضح فيما سبق أن دراسة الجدوى الفنية تسعى بالدرجة الأولى إلى تحديد إمكانية التطبيق العملي لفكرة الاستثمار وكيفية تنفيذها، وأنها تبدأ في أعقاب الدراسة التسويقية واستناداً إلى النتائج التي أسفرت عنها، أي أن مُخرجات دراسة الجدوى التسويقية ثُعد بمثابة مدخلات لدراسة الجدوى الفنية؛ وعند القيام بدراسة الجدوى الفنية يجب مراعاة العاملين التاليين:
- أولاً: الوقت والجهد المبذول: كما سبق القول، فإن هذا العامل يتأثر بمجموعة من المعايير كحجم المشروع والميزانية المخصصة للدراسة…الخ.
- ثانيا: التحليل الدقيق والمتكامل: ذلك أن التحليل غير الدقيق وغير المتكامل يجعل دراسة الجدوى الفنية مملوءة بالأخطاء مما يعرض مشروع الاستثمار إلى مشكلات كثير فنية ومالية على النحو المشار إليه سابقاً؛ هذا، ويختلف تخصص الفنيون الذين يتولون إجراء دراسة الجدوى الفنية وذلك تبعاً لاختلاف طبيعة نشاط مشروع الاستثمار المزمع تنفيذه، وتبعاً لاختلاف المنتج الذي سيتم إنتاجه، ويتكون فريق الدراسة في الغالب من مهندسين وكيميائيين وجيولوجيين وبعمل هذا الفريق المتخصص جنباً إلى جنب مع الفرق الأخرى التي تقوم بدراسات الجدوى التسويقية والمالية والاقتصادية للمشروع. وعموماً يجب أن يتمتع هؤلاء الفنيون بقدر من الكفاءة Efficiency والخبرة Experience في طبيعة النشاط الذي سيمُارسه مشروع الاستثمار مستقبلاً.
البيانات والمعلومات المطلوبة لإجراء دراسة الجدوى الفنية
قبل الإقدام على دراسة الجدوى الفنية ينبغي توافر البيانات والمعلومات التالية:
- أولاً: بيانات ومعلومات عن السوق: يتم الحصول عليها من خلال دراسة الجدوى التسويقية وتتضمن: الطلب المتوقع، مواقع الاستهلاك، متطلبات تسليم الخدمة.
- ثانيا: بيانات ومعلومات من المنتج: يتم تحديدها إما في مرحلة اختيار فكر مشروع الاستثمار و/أو في مرحلة دراسة الجدوى التسويقية وتتضمن: مستوى الجودة Quality Level، مواصفات التصميم Design Specifications.
- ثالثا: بيانات ومعلومات عن المواد الخام: يتم استنتاجها من خلال تحديد مواصفات المنتج، وتشمل مدى وفرتها Abundance، وتوصيفها، ومواقع إنتاجها أو توريدها، والفترة الزمنية لاستلامها بعد إصدار أمر التوريد Supply Order؛ وفضلا عما تقدم يجب أن تتاح بيانات ومعلومات أخرى تتعلق بمدى وفرة التمويل المطلوب للموارد البشرية Human resources التي تتطلبها طبيعة المشروع.
مكونات دراسة الجدوى الفنية
تتضمن دراسة الجدوى الفنية مجموعة موضوعات متشعبة لمساعدة القائمين على دراسات الجدوى على وضع تصور نهائي لنتائج تلك الدراسة لكي يصبح بالإمكان الحكم على مدى توافر مقومات النجاح لمشروع الاستثمار من الناحية الفنية والهندسية ومن ثم اتخاذ قرار بالانتقال إلى المراحل التالية من دراسات الجدوى أو التوقف عند هذا الحد؛ ولعل من أبرز الموضوعات المكونة لدراسة الجدوى الفنية ما يلي:
أولاً:- تقدير الطاقة الإنتاجية للمشروع
نحن نقوم بتقدير الطاقة الإنتاجية للمشروع على أساس الطلب المتوقع للمنتجات التى سنقوم بإنتاجها، وهذا الطلب المتوقع قمنا بتحديده فى دراسة الجدوى التسويقية، فمثلا لو كان الطلب المتوقع هو بيع 30000 وحدة منتج شهريا بمعدل ألف وحدة يوميا يجب ان تكون الطاقة الإنتاجية للأجهزة والمعدات التى ستشتريها هى 30 ألف وحدة منتج شهرياً؛ ولكن يقع الكثير من أصحاب المشاريع فى مشكلة الإجابة على سؤال ما هي احتمالية زيادة الطلب على منتجات المشروع في المستقبل على مدى عمر المشروع؟، ولو زاد الطلب على المشروع هل الأجهزة والمعدات التى لدينا كافية لزيادة الطاقة الإنتاجية لمواجهة هذه الزيادة فى الطلب؟.
ملحوظة: نحن نقوم بتقدير الطاقة الإنتاجية للمشروع على أساس الطلب الذي توقعناه ونحن نتوقع الطلب لمدة سنة واحدة فقط ولو زاد الطلب عن الذى توقعناه من السهل ان نستطيع ان نقوم بزيادة العمالة وزيادة المعدات وبالتالى تزداد الطاقة الانتاجية اما ان نشتري معدات على اعتبار ان الطلب سيزداد بعد سنتين فهذا معناه أموال مهدرة على معدات لن نستخدمها الان، ومعناه طاقة انتاجية معطلة لا يوجد طلب لها.
مقالة ذات صلة: الهدر (مودا): ما هو، وشرح أنواعه الثمانية بالتفصيل
ثانياً:- تحديد الحجم المناسب للمشروع
بعد تحديد الطاقة الإنتاجية المقترحة للمشروع الذى تقوم بعمل دراسة الجدوى له يثار التساؤل التالي: هل سيتم العمل بهذه الطاقة الانتاجية أو إنتاج هذا الحجم من خلال وحدة إنتاجية واحدة في موقع واحد؟ أو من خلال عدة وحدات إنتاجية تابعة للمشروع نفسه فتقام في عدة مواقع؟؛ ويتوقف الحجم الأمثل للمشروع الذى تنوى الاستثمار فيه على عوامل متعددة إدارية وفنية واقتصادية كطبيعة المنتج المزمع تقديمه في السوق، ومدى توافر عوامل الإنتاج المختلفة وطبيعتها، وتكلفة النقل …الخ.
وفضلا عما سبق، فإن استخدام طرق وأساليب صناعية معينة في الإنتاج تستلزم حجماً معيناً لمشروع الاستثمار كحد أدنى، حيث أن استخدام هذه الأساليب لإنتاج كميات أقل من هذا الحد الأدنى يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج مما يشكل صعوبات في عملية التسويق، وهناك عدة عوامل تؤثر على تحديد حجم مشروع الاستثمار كالموقع، ومقدار التمويل المتاح، وضرورة مراعاة الأحجام الاقتصادية المتعارف عليها لبعض أنواع المشاريع؛ هذا، وقد يتم تحديد حجم مشروع الاستثمار بكمية مخرجاته المتوقعة أو كمية مدخلاته المتوقعة.
تحديد الحجم المناسب للمشروعات الصغيرة
اسهل شئ لتحديد حجم مشروعك الصغير ان تفحص احجام مشاريع المستثمرين المنافسين ولكن يجب ان تضع فى اعتبارك وانت تفحص المنافسين انهم فى السوق منذ فترة تمتد لسنوات ولذلك يجب ان تقوم بتقسيم المنافسين حسب الحصة السوقية فمثلا اكبر منافس له عملاء ثم المنافس الذى يليه وهكذا، وتقوم بتقسيم المنافسين حسب وجودهم فى السوق مثلا اقدم منافس فى السوق ثم المنافس الذى يليه وهكذا.
وبعد هذا التقسيم تقوم بتحديد مساحة المشروع الخاص لكل منافس حسب التقسيم السابق الخاص بعدد العملاء الذى يخدمه كل منافس وعدد السنوات التى تواجدها فى السوق، وتسأل لماذا اختار المنافس هذا الحجم من المشروع؟ ولماذا لم يختار حجم اكبر او اصغر؟ وهل الحجم الذى اختاره المنافس يناسب معدل الطلب عليه؟ ما هو الحجم الذى اختاره اخر المنافسين الذين اقتحموا السوق وما هو معدل الطلب عليهم الان؟، ما هى التوسعات التى قام بها المنافسين لمواجهة الطلب المتزايد عليهم؟ وكيف قاموا بهذة التوسعات ومتى؟؛ وانت يجب ان تختار الحجم الذي يناسب معدل الطلب المتوقع عليك حتى لا تقوم بدفع تكاليف إيجار مساحة انت لا تحتاجها فى الوقت الحالى وانت بكل سهولة تستطيع زيادة مساحة المشروع فى المستقبل عند زيادة الطلب عليك.
وفى النهاية عندما تقوم بالفحص الجيد للمنافسين ستأخذ فكرة جيدة عن المساحة اللازمة لكي تبدأ مشروعك.
مقالة ذات صلة: تحليل المنافسين: ما هو، اهميته، خطوات القيام به
ثالثا:- اختيار الموقع المناسب لمشروع الاستثمار
يعد اختيار موقع Site مشروع الاستثمار من أهم مقومات نجاحه، ويتم اختيار الموقع على مرحلتين: يتم في الأول تحديد الموقع العام للمشروع أي اختيار المنطقة التي يتم فيها إقامة المشروع وفي الثانية تحديد الموقع داخل هذه المنطقة Region أي اختيار الموقع المحدد للمشروع؛ وهناك مجموعة من المتغيرات التي تحكم عملية الموقع العام لمشروع الاستثمار من بينها:
- تكاليف إنشاء مشروع الاستثمار وتشغيله: وتتضمن تكاليف الأصول الثابتة وتكاليف التشغيل وتكاليف النقل الإجمالية.
- الطلب على المنتج النهائي: إذ من الأفضل أن يتم اختيار الموقع في المكان الذي يزداد فيه الطلب على المنتج فالقرب من هذا المكان (السوق) يوفر تكاليف النقل ولكن ليس هذا المتغير هو العامل الوحيد الذي يحسم قضية اختيار الموقع.
- العمالة: فحيث تتوفر العمالة المطلوبة بالعدد المناسب ودرجة المهار المناسبة والتخصص المناسب يكون الموقع جيداً، وقد لا تتوفر القوى العاملة بالمهار المطلوبة ولكن هذا الأمر لا يمثل مشكلة كبير لأن مشاريع الاستثمار تقوم عادة بتدريب القوى العاملة الجديدة.
- البنية التحتية: إذ تحتاج مشاريع الاستثمار في فترة الإنشاء والتشغيل إلى بعض الخدمات العامة كالطرق والمواصلات الرخيصة، وتوافر مصادر القوى المحركة …الخ، ولا شك أن وجود هذه الخدمات وتكلفة الحصول عليها في المنطقة المزمع إقامة المشروع فيها يؤثر على القرار المتعلق بصلاحية هذه المنطقة.
- المواد الأولية والقوى المحركة: حيث يفضل إقامة مشروع الاستثمار في المنطقة التي تتوفر فيها المواد الأولية المطلوبة وخاصة التي تتميز بكبر حجمها وثقل وزنها وذلك لتقليل تكلفة النقل؛ كما تعتبر القوى المحركة (البترول والبنزين والسولار والغاز الطبيعى) من المحددات الأساسية لموقع مشروع الاستثمار سواء ما يتعلق بتوافرها أو تباين أسعارها من منطقة لأخرى.
- الأهداف الاجتماعية لخدمة التنمية: إذ تقتضي بعض الاعتبارات الاجتماعية إقامة مشروع الاستثمار في بعض المناطق بغية توزيع الرفاهية الاقتصادية بشكل عادل من الناحية الجغرافية حتى ولو كان ذلك على حساب تكاليف الإنشاء و/أو التشغيل.
- التشريعات القانونية والحوافز الاقتصادية: حيث قد تمنع بعض القوانين إقامة مشروعات استثمار في مناطق محددة لأغراض حماية البيئة أو لأغراض سياحية؛ كما قد تقوم الدولة ببعض الحوافز الاقتصادية في صور إعفاءات ضريبية وتسهيلات معينة لمشاريع الاستثمار التي تقام في مناطق محددة كالمدن الجديدة.
- المناطق الصناعية المتخصصة: إذ قد تم إقامة مشروع الاستثمار في إحدى المناطق التي تتخصص في الصناعة التي ينتمي إليها لتحقيق العديد من المزايا التي نتمتع بها مثل هذه المناطق.
- الصناعات المرتبطة: ذلك أنه إذا كان مشروع الاستثمار يرتبط ارباطاً وثيقاً بمنشآت أخرى سواء من ناحية حصوله منها على بعض عناصر المدخلات أو من ناحية إعطائه لها بعض مخرجاته، فإنه يجب أخذ هذا العامل في الحسبان.
- درجة التوطن: حيث قد تعرض بعض الدول قيوداً على توطن بعض مشاريع الاستثمار الصناعية في مناطق محددة حتى تحد من المشكلات التي تتتج عن تركيز تلك المشاريع في المناطق التي تتسم بارتفاع درجة الكثافة السكانية وازدحام وسائل النقل والمواصلات وغيرها.
وبعد أن يتم اختيار البلد أو المنطقة أو الإقليم الذي سيقام فيه المشروع تنشأ مشكلة أخرى وهي اختيار المكان Place الذي سيقام فيه المشروع داخل المنطقة ويتأثر هذا القرار بمتغيرات كثيرة أهمها: تكلفة الحصول على الاحتياجات اللازمة لإنشاء المشروع وتشغيله، مدى توافر الخدمات العامة التي سيحتاجها المشروع، القيود التي تفرضها الدولة لخدمة الصالح العام؛ وهناك عدة أساليب كمية يمكن الاستعانة بها عند اختيار المواقع ومنها نموذج النقل والذى سنناقشه فى مقالة منفصلة فى المستقبل ان شاء الله.
تحديد المكان المناسب للمشروعات الصغيرة
مجموعة المتغيرات السابقة ستساعدك على اختيار المكان المناسب لمشروعك الصغير، ولكن يجب ان تحدد الأماكن التي اختارها المنافسين لتكون موقع لمشروعاتهم، ويجب ان تسأل نفسك لماذا اختار المنافس هذا المكان؟، ويجب ان تحدد اكبر المنافسين الذين يوجد لديهم طلب مرتفع وتسأل هل زيادة الطلب على هؤلاء المنافسين سببها الموقع الذي اختاروه؟؛ ولو كانت الاجابة نعم، يجب ان تعرف ما الذى يميز هذا الموقع الذي جعلهم يفوزوا بمعدل طلب اعلى عن غيره من مواقع المنافسين الأخرى.
رابعاً: تحديد نظام الإنتاج Production system
إذ تنقسم نظم الإنتاج إلى ثلاثة أنواع هي: نظام الإنتاج المستمر Continuous، نظام الإنتاج حسب الطلب Order، نظام إنتاج الدفع Batches؛ ويقصد بالإنتاج المستمر القيام بإنتاج منتجات متماثلة بكميات كبير لمواجهة طلب مستمر عليها أو هو إنتاج للسوق، أما الإنتاج المتغير فيشير إلى إنتاج منتجات مختلفة تتوقف كميتها ونوعيتها على طلب العملاء، وفيما يتعلق بإنتاج الدفع فهو عبار عن إنتاج متغير وتكرر، بمعنى أنه بعد الانتهاء من إنتاج كمية محددة من منتج معين يتم إعداد التجهيزات الآلية لإنتاج كمية محددة من منتج آخر وبعد ذلك يتم العودة مر أخرى إلى إنتاج المنتج الأول وهكذا.
ولاشك أن نظام الإنتاج يؤثر على نوعية العمليات الإنتاجية المستخدمة، أي على الأنشطة الإنتاجية التي تستخدم لتحويل المدخلات إلى مخرجات، وإذا كان هناك أكثر من أسلوب للعملية الإنتاجية فيجب المفاضلة بينها واختيار أفضلها بواسطة الخبراء؛ وبعد تحديد العمليات الإنتاجية من المحددات الجوهرية لتكاليف الاستثمار وتكاليف التشغيل، ولذا يجب إعطاء هذا التحديد عناية ملحوظة. ويؤثر نظام الإنتاج كذلك على نوعية الآلات التي تستخدم، وعلى التنظيم الداخلي للتسهيلات الآلية والقوى العاملة المطلوبة.
مقالة ذتن صلة: إدارة الإنتاج: تعريفها، أهميتها، مهامها
مقالة ذات صلة: إدارة العمليات: التعريف، الأهمية، التطور التاريخي، المهام
خامساً: تحديد واختيار الآلات المطلوبة للمشروع
إذ من المتعارف عليه أن الآلات اللازمة لأداء العمليات الإنتاجية تختلف من منتج لآخر ومن مشروع لآخر داخل نفس الصناعة ومن صناعة لأخرى، بل ومن بيئة لأخرى؛ وتتم المفاضلة بين الآلات والمعدات اللازمة لمشروع الاستثمار بناء على عدة معايير منها نظام الإنتاج المنتظر استخدامه، وكذا الفن الإنتاجي المتوقع الأخذ به، بالإضافة إلى: العمر الإنتاجي، تكاليف التشغيل والصيانة، تكاليف الشراء والنقل، تكاليف التركيب والإنشاء، أعباء الاستهلاك، أعداد ونوعية العمالة المطلوبة، معدات الإنتاج، درجة التطور التكنولوجي، القيمة التخريدية (قيمة الآلات كخردة في نهاية عمرها الافتراضي)، وغيرها.
ولإجراء المفاضلة الاقتصادية السليمة بين بدائل الآلات يجب ان نسأل لماذا تختار هذه الآلات بدلاً عن مثيلاتها من الآلات الأخرى؟، وفى الغالب تكون الإجابة بسبب تكاليف الاستثمار المبدئية، تكاليف التشغيل، تكاليف الصيانة، العمر الإنتاجي.
سادساً: تحديد احتياجات المشروع من الأفراد، والمستلزمات، والتجهيزات
إذ يحتاج مشروع الاستثمار إلى إعداد قائمة باحتياجاته من الموارد البشرية، والمواد الخام التى تدخل فى صناعة المنتج وكافة التجهيزات الأخرى كالاثاث ومعدات النقل الداخلي وغيرها؛ وتستند الأولوية في تقدير هذه الاحتياجات على المرحلة التي بلغها العمل، حيث يكفي في المراحل الأولى للمشروع قصر العمل على العناصر الجوهرية، أما في المراحل النهائية فيجب أن تكون الدراسة شاملة ودقيقة وتحدد الاحتياجات كماً ونوعاً وتوقيتاً.
ومن حيث الموارد البشرية، فيحتاج المشروع إلى أفراد للعمل بشكل مؤقت وآخرون بشكل مستديم سواء كان ذلك في مرحلة الإنشاء أو في مرحلة الإنتاج، ففي مرحلة التأسيس يحتاج المشروع إلى مجموعة من الإداريين والتنفيذيين الذين توكل إليهم مسئولية مباشر تخطيط وتنفيذ المشروع وإمساك حساباته المالية، وبديهي أن جزءاً كبير منهم ينتهي عمله مع بدء تشغيل المشروع كالمهندسين والفنيين المتخصصين في تركيب الآلات وغيرهم؛ ويتوقف عدد وتخصص ومستوى مهار الموارد البشرية المطلوبة أثناء تشغيل مشروع الاستثمار على حجمه ونوعية آلاته وعملياته الإنتاجية، وفيما يتعلق بالمستلزمات فإن ذلك يتوقف على العمليات الإنتاجية والآلات التي تم اختيارها في ضوء حجم الإنتاج المستهدف.
وجدير بالإشار آن الطرق المستخدمة في تحديد احتياجات مشروع الاستثمار من العمالة تختلف حسب الأعمال التي تؤديها كل نوعية من العمال، ولكن يمكن القول بأن تقدير العمالة المطلوبة لإنجاز أي عمل أياً كانت طبيعته في إطار تخطيط الموارد البشرية Human resource planning يحتاج إلى نوعين من البيانات:
- أ. الوقت المطلوب لإنجاز العمل ويمكن الوصول إليه عن طريق تقدير معدلات الأداء بالنسبة لكثير من الوظائف.
- ب. الوقت الذي يستطيع العامل آن يعطيه في المتوسط في اليوم على مدار السنة، ويتم تقدير بتوقع ظروف تشغيل العمال من ناحية ساعات العمل المقررة قانوناً، والراحات التي تعطي يومياً، ومعدلات الغياب والإجازات.
تحليل نتائج دراسة الجدوى الفنية
اتضح مما سبق أن دراسة الجدوى الفنية بأبعادها المختلفة تستهدف تقرير مدى صلاحية تنفيذ مشروع الاستثمار من الناحية الفنية، وقد تبين أن إعداد دراسة الجدوى الفنية يعتمد بالدرجة الأولى على ما انتهت إليه دراسة الجدوى التسويقية، ومن ناحية أخرى فإن مخرجات هذه الدراسة تعد بمثابة مدخلات لدراسة الجدوى الإدارية والتنظيمية و دراسة الجدوى المالية اللاحقة عليها، ذلك أن هذه الدراسة توفر الأسس السليمة لتقدير:
- أ.التكاليف الرأسمالية لمشروع الاستثمار: والتي تضم تكاليف الأصول الثابتة ورأس المال العامل و مصروفات ما قبل الافتتاح.
- ب. تقدير تكاليف التشغيل السنوي: والتي تضم التكاليف المباشرة وغير المباشرة.
- ج- تقدير أقساط استهلاك الأصول الثابتة.
ومن جانب اخر فإن تحليل نتائج الدراسة الفنية يساعد على الجدولة الزمنية لتنفيذ المشروع وتخطيط الموارد البشرية لهذا المشروع سواء في مرحلة الإنشاء أو التشغيل، وأخيراً في إعداد التنظيم الإداري له.
فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.
مجهود تشكروون عليه تحياتي لكم