في هذه المقالة وضحنا في البداية مفهوم الخطر، ثم وضحنا تعريف الخطر وأنواعه، ثم وضحنا مسببات الخطر، ثم وضحنا ما هو الحادث، وما هي الخسارة؛ فنحن في هذه المقالة قد تناولنا كل شيء عن الخطر، وانصحك بشدة بالإطلاع عليها.
مفهوم الخطر
بالرغم من أن الإنسان يتخذ قراراته أثناء حياته العامة، إلا أن هذه القرارات تكون دائما غير معلومة النتيجة وبالتالي يكون الإنسان في حالة خوف من نتائج هذه القرارات، أي يكون في حالة خطر وذلك للأسباب الآتية:
- أن الإنسان كثيرا ما لا يمكنه أن يصل إلى التنبؤ الدقيق بالمستقبل وهذا أمر طبيعي لأن الله وحده هو الذي يعلم كل شئ بدرجة اليقين.
- أن الإنسان معرض لظواهر طبيعية ضارة في حياته اليومية.
ونتيجة لهذان العاملان فإن الإنسان يصبح مترددا في اتخاذه للقرارات لأن نتائج هذه القرارات غير معروفة مسبقا، مما يخلق لدى الإنسان حالة معنوية معينة توصف بأنها الخطر، وعلى ذلك يمكن تعريف الخطر كما يلي:
تعريف الخطر – ما هو الخطر؟
الخطر هو الحالة المعنوية التي تلازم الأشخاص عند اتخاذهم القرارات أثناء حياتهم اليومية، مما يترتب عليه حالة الشك أو الخوف أو عدم التأكد من نتائج تلك القرارات، والتي تتوقف على احتمال وحجم الخسارة المتوقعة من حادث طارئ؛ ويتميز هذا التعريف بأنه يلقي الضوء مباشرة على الحالة النفسية التي تلازم الأشخاص عند اتخاذ القرارات. كما يقدم هذا التعريف عدم التأكد من نتائج القرارات ويجعل الحالة المعنوية نتيجة له، وفي ذلك تتابع منطقي، هذا بالإضافة إلى إيضاح عناصر الخطر وهي احتمال وقوع الخسارة وحجم الخسارة المتوقعة، وهذا أمر منطقي لتغطية جوانب الخطر المختلفة.
مقالة ذات صلة: إدارة المخاطر – تعريفها، أهميتها، خطواتها، استراتيجيتها
مقالة ذات صلة: التأمين – تعريف التأمين و نشأة التأمين وأنواعه وأهميته
أنواع الخطر
يوجد نوعان من الأخطار، أحدهما يتعلق بالنواحي المعنوية والاجتماعية للأشخاص ولا يؤثر مباشرة على النواحي الاقتصادية والمالية لهم لذلك فهو يعرف بالأخطار المعنوية (الغير اقتصادية)، والنوع الثاني يتعلق بالنواحي الاقتصادية والمالية للأشخاص وعلى ذلك يسمى بالأخطار الاقتصادية والتي تؤثر مباشرة على اقتصادياتهم.
أولاً:- الأخطار المعنوية (الغير اقتصادية)
الأخطار المعنوية (الغير اقتصادية) هي التي يكون ناتج تحقق مسبباتها خسارة معنوية بحتة أي ليس لها صلة بالنواحي المالية والاقتصادية للأشخاص مثلاً وفاة مصلح ديني أو صديق عزيز أو قائد وزعيم عظيم، حيث أن بقاء اى من هؤلاء أو وفاته لا يعود على الشخص الآخر بأي ربح أو خسارة في الدخل أو الممتلكات بطريق مباشر، لكنهاً تؤثر تأثيرا موجبا أو سالبا فى حالته المعنوية والنفسية..
ثانياً:- الأخطار الاقتصادية
الأخطار الاقتصادية هي تلك الأخطار التي يكون ناتج تحقق مسبباتها خسارة اقتصادية، عادة يتحملها الشخص متخذ القرار في شكل فقدان للدخل أو نقص في قيمته أو فقدان للأصل أو نقص في قيمته أو أيضا في شكل انخفاض للمبيعات وما يترتب على ذلك من تحقق خسائر؛ وتظهر هذه الأخطار واضحة بالنسبة لخطر الوفاة المرتبط بفقدان الدخل، وبالنسبة لخطر الحريق المرتبط بفقدان الأصل، وما إلى ذلك من أخطار اقتصادية متعلقة بفقد نواحي مالية أو اقتصادية ويتعرض لها جميع عناصر الإنتاج، وهي رأس المال والعمل والأرض والإدارة.
ولا يعني التداول السابق للأخطار الاقتصادية والأخطار الغير اقتصادية أنهما متباعدان أو متعارضان، بل بالعكس قد يقعان مختلطين لدرجة يصعب معها الفصل بينهما وتحديد عبء كل منهما على حده.
فخطر وفاة أحد أفراد الأسرة بالنسبة للوالدين خليط من خطر معنوي وآخر اقتصادي، وعادة ما يكون لأحد الخطرين تأثير على الخطر الآخر، فالخطر الاقتصادي الذي يتمثل في خوف الأسرة على وفاة العائل يزيد بزيادة درجة قرابة العائل بالنسبة للأسرة فقد يختلف الأمر في حالة ما إذا كان العائل هو مصدر عمل فقط (صاحب العمل) أو إذا كان العائل رب الأسرة (الأب)، ففي الحالة الأولى فإن الخطر الاقتصادي لن يزيد حجمه عن قيمة الدخل الذي يزول بزوال العائل أما إذا كان العائل هو رب الأسرة (الأب) فإن الخطر الاقتصادي يزيد حجمه وقيمته لدى أفراد الأسرة نتيجة لتأثير الخطر المعنوي على نفوس كل متهم والذي يتمثل في الخوف على وفاة رب الأسرة لمعزته ومحبته من جانب أفراد الأسرة.
وحتى يمكن قياس الأخطار الاقتصادية بطريقة موضوعية لا تتأثر بالجانب المعنوي الذي غالبا ما يكون مع الخسائر الاقتصادية يلزم فصل النتائج بعضها عن بعض وذلك رغم التداخل المشار إليه، وجدير بالذكر أن شرحنا سيقتصر على الأخطار الاقتصادية فقط.
أنواع الأخطار الإقتصادية
تنقسم الأخطار الاقتصادية بحسب نشأتها إلى أخطار شخصية أي المضاربة والأخطار الطبيعية أي البحتة، حيث يمكن التفرقة بينهما إذا ما تم البحث عن سبب نشأتها وفيما يلي تحديد مفهوم كل منهما:
1. الأخطار الشخصية (المضاربة)
الأخطار الشخصية (المضاربة) هي تلك الأخطار التي يتسبب في نشأتها ظواهر يخلقها الإنسان بنفسه ولنفسه بفرض تحقيق منفعة أو ربح أو مصلحة إلا أنه يخشى عدم تحقيق هذا الهدف (الربح) وتظهر هذه الأخطار واضحة في جميع الأعمال التجارية والصناعية وأعمال الخدمات والتي تنشأ بقصد تحقيق ربح من التعامل فيها، مثال الشخص الذي يشتري أسهم فى سوق الأوراق المالية فإنه يحقق ربح إذا أرتفع سعر السهم ويخشى الخسارة وهى هبوط سعر السهم.
2. الأخطار الطبيعية (البحتة)
الأخطار الطبيعية (البحتة) هي التي يتسبب في نشأتها ظواهر طبيعية وعامة ليس للإنسان دخل في وجودها ولا يمكنه تجنبها بأى حال من الأحوال، ويترتب على تحقيقها خسارة مالية مؤكدة ولا يوجد مجال بها لأي مضاربة، وهذه الأخطار غالبا ما تنطوي على فرصة الخسارة بالنسبة للشئ المعرض للخطر، أي لا يتوقع أحد من تحققها أي ربح ومن أمثلة هذه الأخطار خطر الوفاة الذي يترتب عليه انقطاع الدخل، وخطر الحريق الذي يترتب عليه فقد أو نقصر في قيمة الشئ المعرض للخطر، و أخطار الزلازل والبراكين والفيضانات… إلخ.
تأثير الأخطار على وحدات الخطر
وتنقسم الأخطار الاقتصادية عامة بحسب تأثيرها على وحدات الخطر إلى أنواع ثلاث هي أخطار الأشخاص و أخطار الممتلكات و أخطار المسئولية المدنية عن أشخاص الغير أو المسئولية المدنية عن ممتلكات الغير وفيما يلي تحديد لمفهوم كل نوع منها.
أخطار الأشخاص
أخطار الأشخاص هي التي ينتج عن تحقق مسبباتها خسائر مادية تصيب الأشخاص الطبيعيين إما في هيكلهم الجسماني أو دخلهم أو الاثنين معا أي أن تأثير هذه الأخطار يكون على الأشخاص الطبيعيين سواء في حياتهم أو صحتهم أو في إصابة أي عضو من أعضاء الجسم، كما يكون التأثير أيضا على الدخل الذي يحصلون عليه من عملهم ومن أمثلة الظواهر التي تصيب الشخص الطبيعي ظاهرة الوفاة والمرض والبطالة والعجز والشيخوخة… إلخ
مقالة ذات صلة: الشخص الطبيعي: تعريفه، بدايته، نهايته، خصائصه
أخطار الممتلكات
أخطار الممتلكات هي التي ينتج عن تحقق مسبباتها خسائر مادية تصيب الممتلكات، سواء كانت ممتلكات ثابتة كالعقارات والطرق وما شابه ذلك، أو كانت ممتلكات منقولة مثل السفن والطائرات والأثاث وما شابه ذلك ومن أمثلة الظواهر التي تصيب الممتلكات ظاهرة الحريق والانفجار والسرقة والتهدم والتصادم…إلخ
أخطار المسئولية المدنية
أخطار المسئولية المدنية هي التي ينتج عن تحقق مسبباتها مسئولية الشخص المدنية أمام القانون تجاه الغير فيما لحقه من أضرار سواء في شخصه أو ممتلكاته أو كليهما معا وترتب القوانين في معظم الدول الالتزامات المالية الخاصة بتعويض من وقع عليه الضرر، ومن أمثلة المسئولية المدنية تجاه أشخاص الغير كل من مسئولية قائدي السيارات تجاه عابري الطريق، ومسؤولية الطبيب تجاه مرضاه، ومسؤولية صاحب العمل تجاه عماله … إلخ ومن أمثلة المسئولية المدنية تجاه ممتلكات الغير مسئولية شركات الطيران تجاه أمتعة الركاب والمسافرين؛ وفيما يلي شكل يوضح تصنيف الأخطار عامة بما يتفق مع ما تعرضنا له فى هذة المقالة.
ما هي مسببات الخطر الأساسية؟
توجد بالكون عدة ظواهر طبيعية وأخرى عامة تؤثر على حياة الأشخاص و أعمالهم وممتلكاتهم مثل ظاهرة الزلازل والبراكين والفيضانات وظاهرة الوفاة والحريق والسرقة والغرق والحروب… إلخ وكلها تؤثر في نتيجة أي من قرارات الأشخاص مجتمعين أو منفردين ويطلق على هذه الظواهر مسببات الخطر الأساسية وعلى ذلك يمكن تعريف مسببات الخطر الأساسية كالتالي: مسببات الخطر الأساسية هي مجموعة الظواهر الطبيعية والعامة والتي تؤثر في نتيجة قرارات الأشخاص فتجعلهم غير ذي علم بهذه النتيجة، مما يخلق لديهم حالة الشك أو الخوف من نتائج هذه القرارات
أنواع مسببات الخطر المساعدة
وبالرغم من هذا التحديد إلا أنه توجد عوامل مساعدة تزيد من الخطر وتأثيره، وتظهر عادة لوجود السلوك البشري مخالطا للظواهر الطبيعية والعامة، والتي تعرف بـ مسببات الخطر المساعدة، وتنقسم العوامل المساعدة للخطر إلى قسمين هما: عوامل طبيعية توجد عادة في الشيء موضوع الخطر مثل استخدام الأخشاب في بناء المنازل بالنسبة لظاهرة الحريق، وقيادة سيارة بها خلل فني كعيب في الفرامل أو خلل في الإطارات بالنسبة لظاهرة حوادث السيارات… الخ؛ والمجموعة الأخرى تعرف بمجموعة العوامل الشخصية سواء كانت إرادية أو غير إرادية والتي تنتج عن الإهمال وعلى ذلك يمكن تقسيم مسببات الخطر المساعدة إلى قسمين رئيسين هما:
1. مسببات خطر موضوعية (طبيعية)
مسببات خطر موضوعية (طبيعية) هي التي ينتج عن وجودها في الشيء موضوع الخطر زيادة في الخطر أو ارتفاع درجته، فمثلا الثورات والحروب والمجاعات وانتشار الأوبئة إلى جانب ظاهرة الوفاة الطبيعية كل ذلك يزيد عادة من درجة الخطورة بالنسبة لحياة الإنسان، ووجود الصواعق والبراكين إلى ظاهرة الحريق يزيد من درجة الخطورة بالنسبة لحريق الأصول والممتلكات وما شابه ذلك.
2. مسببات خطر شخصية
مسببات خطر شخصية هي تلك العوامل التي تنتج عن ظاهرة تدخل العنصر البشري في مجريات الأمور الطبيعية والتأثير فيها سواء كان ذلك التدخل بقصد أو بدون قصد، وذلك بفرض المنفعة التى تعود عليه أو على طرف آخر، أو نتيجة لعدم الاهتمام بالآثار المترتبة على تحقق الخطر وما ينتج عنه من خسائر لعدم تحمله أعبائها؛ ومن هنا تنقسم مسببات الخطر الشخصية إلى نوعين:
- النوع الأول منها يعرف بـ مسببات الخطر الشخصية اللاإرادية. والتي تكون بمثابة عوامل مساعدة تؤدي إلى تكرار تحقق الظواهر الطبيعية مما يزيد من درجة.خطورتها ولكن بدون تعمد من جانب الشخص الذي يتدخل عفويا في ذلك ومثال ذلك ظاهرة الإهمال لدى بعض الأشخاص الذين يعتادون التدخين في أي مكان مهما كانت درجة خطورته تعتبر عاملا مساعدا لظاهرة الحريق، وظاهرة ضعف النظر والرعونة لدى بعض قائدي السيارات تعتبر عاملا مساعدا لظاهرة حوادث السيارات، وكلاهما يساعد على ظاهرة الوفاة ويزيد من درجة.خطورتها.
- النوع الثاني من مسببات الخطر الشخصية هو مسببات الخطر الشخصية الإرادية والتي عادة ما تكون في شكل تعمد من جانب الأشخاص لخلق عوامل مساعدة تؤدي إلى زيادة تكرار تحقق الظواهر وزيادة درجة الخطورة مثل ظاهرة إشعال الحريق والتي تزيد من درجة خطورة ظاهرة الحريق، وظاهرة الانتحار التي تزيد من درجة خطورة ظاهرة الوفاة وما شابه ذلك وفي جميع الحالات.
ويجب دراسة وتحليل مسببات الأخطار جميعها كعوامل تزيد من درجة خطورة القرار أو زيادة حجم الخسارة المتوقعة منها أو كليهما معا وذلك حتى يمكن معرفة النتائج التي يجب على الشخص متخذ القرار أن يتحملها، وتلك التي يجب على الغير تحملها، في حالة ما إذا تحققت أحدهما أو كلاهما.
ما هو الحادث؟
إن وجود الظواهر الطبيعية والعامة في حياة الأشخاص والمجتمعات والتي تعرف بمسببات الخطر وما يترتب عليها من حالة الشك أو الخوف من ناتج قراراتهم وهو ما عرفناه سابقا بالخطر ليس له تأثير مادي في حياة الأشخاص، بل لا يتعدي تأثير ذلك مجرد خلق حالة الشك أو الخوف من نتيجة قرار معين وهي حالة نفسية، ولكن التأثير المادي يظهر واضحا عند تحقق أي ظاهرة من هذه الظواهر في شكل حادث ملموس يقع لأحد الأشخاص وكلمة حادث تعتي التحقق المادي لمسبب أو أكثر من مسببات الخطر مما يترتب عليه وقوع خسارة مادية وعلى ذلك يمكن القول إن الحادث هو التحقق المادي الملموس لظاهرة أو أكثر من الظواهر الطبيعية أو العامة بالنسبة للأشخاص مما ينتج عنه خسارة فعلية في دخولهم أو ممتلكاتهم.
ما هي الخسارة؟
ينتج عن تحقق مسبب الخطر في شكل حادث لأحد الأفراد أو أكثر خسارة فعلية في الدخول أو الممتلكات أو كليهما ويجب أن تكون هذه الخسارة قابلة للتقييم المادي، لذا تستبعد الخسارة الغير قابلة لهذا التقييم والتي تعرف تجاوزا بالخسارة المعنوية، وتعرف الخسارة المادية بأنها النقص أو الفناء المباشر والغير مباشر في قيمة دخول أو ممتلكات الأشخاص، والناتج عن التحقق المادي الملموس للظواهر الطبيعية والعامة بالنسبة لهم.
ويستنتج من التعريف السابق أن هناك نوعين من الخسارة:
- النوع الأول من الخسارة هو الخسارة الجزئية والخسارة الكلية حيث الخسارة الجزئية تنتج في حالة ما إذا ترتب على وقوع الحادث نقص في قيمة دخول أو ممتلكات الأشخاص، أما الخسارة الكلية فتنتج في حالة ما إذا ترتب على وقوع الحادث فناء قيمة دخول أو ممتلكات الأشخاص.
- والنوع الثاني من الخسارة هو الخسارة المباشرة والخسارة الغير مباشرة، حيث الخسارة المباشرة هي التي تنشأ نتيجة تحقق مسبب الخطر في شكل حادث، وتظهر آثار هذا التحقق على الشيء المعرض للخطر، أما الخسارة الغير مباشرة فهي تلك الخسارة التي تنشأ نتيجة تحقق مسبب الخطر ولا تظهر آثار هذا التحقق على الشيء المعرض للخطر.
فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.
ممكن المصادر