تشير عناصر الاتصال إلى أدوات الاتصال الأساسية التي تتم من خلالها عملية الاتصال، وعناصر الاتصال تبدأ وتنظم الدورة الكاملة لتبادل المعلومات بين المرسل والمستقبل؛ ولذلك، تعد عناصر الاتصال أجزاء أساسية ومترابطة في عملية الاتصال. وعناصر الاتصال التسعة (السياق، المرسل، التشفير، الرسالة، القناة، فك التشفير، المستقبل، التغذية الراجعة، والتشويش) هي أدوات أو مكونات أساسية للتواصل الفعال بين المرسل والمستقبل. و تُعرف عناصر الاتصال أيضًا باسم مكونات الاتصال.
عملية الإتصال
عملية الاتصال هي طريقة مشاركة المعلومات شفهيًا أو بطريقة غير لفظية بين المرسل والمستقبل؛ والاتصال اللفظي يعني التواصل من خلال الكلمات المنطوقة، ويشير الاتصال غير اللفظي إلى الإشارات غير اللفظية مثل نبرة الصوت وتعبيرات الوجه والحركة ولغة الجسد والتواصل البصري غير اللفظي وغير ذلك الكثير.
مقالة ذات صلة: الاتصالات الإدارية – التعريف، الأهداف، الأهمية، الأنواع، المعوقات
تعريف الاتصال
الاتصال هو نقل الرسالة عبر نص مكتوب أو كلام أو إشارات أو صور أو سلوك؛ فالاتصال أيضًا عملية تبادل الآراء ونقل المعرفة بين المتحدث والجمهور من خلال عناصر الاتصال.
مقالة ذات صلة: الاتصال – التعريف، الخصائص الأنواع، الأهمية، العناصر، المعوقات
عناصر الاتصال
العناصر التسعة للإتصال هي ؛
- السياق Context
- المرسل Sender
- التشفير Encoder
- الرسالة Message
- القناة Channel
- فك التشفير Decoder
- المستقبل Receiver
- التغذية الراجعة Feedback
- التشويش Noise
1. السياق Context
السياق هو بيئة الاتصال التي يحدث فيها عملية الاتصال، وسياق الاتصال هو العنصر الأساسي في كل عملية اتصال، وهو الذي يتحكم في عملية الاتصال بين المرسلين والمستقبلين. وسياقات الاتصال الخمسة الأكثر شيوعًا هي الاتصال الذاتي والاتصال بين الأشخاص (اتصال شخصي) وبين مجموعة من الأفراد (اتصال جمعي) واتصال الفرد مع مجموعة من الأفراد (اتصال عام) والاتصال مع عدد كبير من الجماهير بإستخدام وسائل الإعلام (اتصال جماهيري).
وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون هذا السياق جسديا أو تاريخيا أو نفسيا أو اجتماعيا أو زمنيا أو ثقافيا؛ فعلى سبيل المثال، قد تشعر بالراحة في مشاركة معلوماتك الشخصية مع الأصدقاء المقربين بدلا من زملاء العمل، وأنت لن تتحدث إلى شخص مجهول كما تتحدث إلى زوجتك. ولذلك، فإن سياق الاتصال يحدد بيئة عملية الاتصال.
2. المرسل Sender
المرسل هو الشخص الذي يرسل الرسالة إلى المستقبل، ويُعرف المرسل أيضًا باسم مشفر الرسالة، ويبدأ المرسل عملية الاتصال عن طريق إرسال رسالة أو معلومات؛ ولذلك، يعد المرسل عنصرًا مهمًا في عملية الاتصال. والمرسل يصنع ويستخدم الرموز (الكلمات أو الرسوم أو الوسائل المرئية) لنقل الرسالة وإنتاج الاستجابة المطلوبة؛ ولذلك، المرسل هو متحدث أو كاتب أو شخص يوفر المعلومات لمشاركة الآراء والأفكار والرسائل.
3. التشفير Encoding
التشفير (يطلق عليه ايضاً التعبير) هو تحويل الآراء والأفكار المجردة إلى رموز مثل الكلمات والصور والعلامات والإشارات، والرمز قد يمثل أو يشير إلى الآراء والبيانات والإجراءات؛ وفي المقابل، فك التشفير هو عملية تحويل الرمز إلى فكرة أو تصور. فالتشفير هو عملية تحويل الموضوع إلى رموز، وترتبط عملية التشفير بالمرسل والمستقبل.
مثال على التشفير في الاتصال
على سبيل المثال، قامت ليلي بتحويل فكرها إلى كلمات لنقل الرسالة إلى زوجها، والذي قامت به يسمى التشفير .
4. الرسالة Message
تشير الرسالة إلى المعلومات والأفكار والمشاعر والرأي والفكر والموقف ووجهة النظر التي يريد المرسل تسليمها إلى المستقبل، وتبدو الرسالة وكأنها عنصر أساسي في أي عملية اتصال، لأن أي اتصال ينقل رسالة. فدائمًا، يريد المرسل نقل الرسالة للتواصل مع المستقبل؛ ولذلك، يحتاج المرسلون إلى التأكد من أن الهدف الرئيسي للرسالة واضح ومفهوم.
وقد تنقل الرسائل من خلال الإشارات اللفظية وغير اللفظية، فالإشارات اللفظية هي اللغة المنطوقة للمتحدث، على سبيل المثال، الكلمات المنطوقة؛ ومن ناحية أخرى، فإن أكثر أنواع التواصل غير اللفظي شيوعًا هي تعبيرات الوجه، والتواصل البصري، ولغة الجسد، والإيماءات، وما إلى ذلك.
مثال على الرسالة في الاتصال
على سبيل المثال، كانت ليلى تتحدث بالهاتف لتوصيل رسالة الي زوجها عن طريق التواصل اللفظي، كما أظهرت وجهها الغاضب لابنها لخفض مستوى صوت التلفزيون، وهو ما يسمى التواصل غير اللفظي؛ وفي هذا الصدد، تعتبر الكلمات المنطوقة وتعبيرات الوجه أمثلة على الرسائل في الاتصال. فالأمثلة الأكثر شيوعًا للرسائل في الاتصال هي الكلمات المنطوقة والكلمات المكتوبة وتعبيرات الوجه والاتصال بالعين والمكالمات الهاتفية والفيديو والبريد الإلكتروني والرسائل النصية.
5. وسيلة الاتصال Channel
وسيلة الاتصال أو قناة الاتصال هي طريقة أو أداة لنقل الرسالة، وهي التي تنقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل. ففي الاتصال وجهاً لوجه، فإن حواس المرسل، مثل السمع، والرؤية، والشم، واللمس، والتذوق، هي قناة نقل المعلومات؛ و من ناحية أخرى، تستخدم المنظمات التلفزيون والصحف والراديو لنشر المعلومات، و يستخدم الناس الكمبيوتر والهاتف المحمول للتواصل مع شخص يعيش بعيدًا عنهم، و يستخدم العديد من الأشخاص منصات اجتماعات مجانية عبر الإنترنت لإجراء اجتماعات جماعية افتراضية. و في بعض الأحيان، يختار الأشخاص وسيطًا مكتوبًا، مثل رسالة بريدية، بينما يفضل الآخرون وسيلة شفهية عندما تكون التغذية الراجعة التلقائية مطلوبة من المستلم.
6. فك التشفير Decoding
فك التشفير (يطلق عليه ايضاً فك الرموز) هو عملية ترجمة رمز مشفر إلى لغة عادية مفهومة؛ وفي هذه العملية، يحول المستقبل الرموز التي استلمها من المرسل إلى أفكار. ةفك التشفير هو العملية المعاكسة للتشفير والغرض منها الحصول على معنى الرسالة.
مثال على فك التشفير
على سبيل المثال، قامت ليلي بتحويل فكرها إلى كلمات لنقل الرسالة إلى زوجها والتي تسمى التشفير؛ وفي الوقت نفسه، يحول زوجها هذه الكلمات إلى فكر لفهم الرسالة التي هي عملية فك التشفير.
7. المستقبل Receiver
المستقبل هو الشخص الذي تستهدفه الرسالة؛ ولذلك، فإن المستقبل هو جمهور عملية الاتصال التي يقوم بفك تشفير الرسالة لإدراك المعنى. ومن المؤكد أن المرسل يرسل رسالة موجهة إلى المستقبل، و يمكن أن يكون المستقبل شخصًا واحدًا أو مجموعة من الأشخاص أو عددًا كبيرًا من السكان.
مثال على المستقبل
على سبيل المثال ، أرسلت ليلي الرسالة الموجهة إلى زوجها الذي تريد التواصل معه؛ ومن ثم، فإن زوجها هو المستقبل في هذا السياق للتواصل.
8. التغذية الراجعة Feedback
وتعد التغذية الراجعة من الأمور المهمة في عملية الاتصال لكونها المقياس الحقيقي للحكم على مدى فعالية عملية الاتصال برمتها، ومدى قدرتها على ترك الأثر المطلوب منها، كما أنه من خلال التغذية الراجعة يمكن إجراء التعديلات في قناة الاتصال أو الرسالة إما بالحذف أو الإضافة أو التبسيط أو بإعطاء مزيد من الشرح والإيضاح.
مقالة ذات صلة: التغذية الراجعة: تعريفها وأهميتها وأنواعها وكيفية تقديمها
9. التشويش Noise
يشير التشويش إلى معوقات الاتصال. و التشويش عنصر غير مرغوب فيه في عملية الاتصال، و يريد المتصلون دائمًا تجنبه أثناء التفاعل؛ فالتشويش في الاتصال هو أي عائق يعيق فعالية عملية الاتصال. وفي الواقع، يوجد التشويش في جميع أنواع الاتصالات، مثل الاتصال وجهاً لوجه، والاتصال الجماعي، والتواصل مع عدد كبير من الجماهير، وغير ذلك من الانواع، وسيكون الاتصال أكثر فاعلية وتفاعلية إذا لم يكن هناك تشويش؛ فالتشويش هو عنصر اتصال غير ضروري يشتت انتباه المستقبل عن تلقي الرسالة.
مثال على التشويش
على سبيل المثال، يشاهد ابن ليلي فيديو رسوم متحركة على التلفزيون بصوت مرتفع عند تحدث ليلي مع زوجها، وصوت فيديو الكارتون يمنع ليلي من الاستماع إلى كلام زوجها، لذا فهو مثال على عائق اتصال أو التشويش.
مقالة ذات صلة: الاتصال الفعال – التعريف، الخصائص، المهارات، الأهمية، المعوقات
أنواع التشويش في الاتصال
الأنواع الخمسة للتشويش في الاتصال هي التشويش المادي والتشويش الفسيولوجي والتشويش النفسي و التشويش الدلالي والتشويش الثقافي.
1. التشويش المادي في الاتصال
التشويش المادي هي الصوت الخارجي وغير الضروري الذي يعوق الاتصال الفعال، إنه أيضًا اضطراب في الاتصال خلقته البيئة؛ ولذلك، يُعرف التشويش المادي أيضًا باسم التشويش البيئي في عملية الاتصال.
مثال على التشويش المادي
على سبيل المثال، أصوات المطر والعواصف الرعدية والأبواق وأصوات المراوح والأضواء؛ إلى جانب الموسيقى الصاخبة، ونباح الكلاب، والصراخ الصاخب في مكان قريب.
2. التشويش الفسيولوجي في الاتصال
التشويش الفسيولوجي هي عائق تخلقه الحالة الجسدية للمتصل؛ وعادة، ينتج عن المرض الجسدي والضعف تشويش جسدي وهذا التشويش عائق للتواصل الفعال. وللتوضيح علم الفسيولوجيا يهتم بدراسة وظائف جسم الإنسان.
مثال على التشويش الفسيولوجي
على سبيل المثال، ليلي تعاني من الصداع؛ ولذلك، لا يمكنها التركيز في الفصل، وهنا الصداع هو مرض جسدي يعوق عملية الاستماع للتواصل. وبصرف النظر عن ذلك، فإن الصمم والعمى ضعف جسدي أو تشويش فسيولوجيي يعوق الاستماع؛ والتحدث بسرعة كبيرة أو بطيئة ودرجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة في الغرفة تولد أيضًا تشويش فسيولوجي.
3. التشويش النفسي في الاتصال
التشويش النفسي هو حاجز اتصال تم إنشاؤه من العوامل النفسية للمتواصل، على سبيل المثال، القيم والمعتقدات والمواقف والسلوكيات. ولا يحب الناس الاستماع أو التحدث عن تلك الموضوعات التي تجعلهم محبطين أو غير مستمتعين.
مثال على التشويش النفسي
على سبيل المثال، ليلي فتاة مصرية، ولا تحب الاستماع إلى أي انتقاد لمصر؛ ولذلك، تشتت انتباهها عندما تحدث محاضرها عن قضايا معادية لمصر. وتعتبر القضايا الحساسة مثل الدينية والعرقية والسياسية أمثلة على التشويش النفسي. وبصرف النظر عن ذلك، الأزمة المالية، وفقدان شخص محبوب، قد يتسبببوا في حدوث تشويش نفسي.
4. التشويش الدلالي في الاتصال
التشويش الدلالي هي حاجز اتصال تم إنشاؤه من الارتباك حول معنى الكلمات، يأتي من أخطاء معقدة أو تقنية أو ذاتية أو نحوية في الاتصال. ويحدث التشويش الدلالي بسبب اختلاف معاني الرسالة بين المرسل والمستقبل، كما يشير التشويش الدلالي إلى الأخطاء النحوية التي تجعل المتلقي غير قادر على فهم المعنى.
مثال على التشويش الدلالية
ليلي هي طالبة تدرس في جامعة بوترا ماليزيا، وتستمع إلى محاضرات يلقيها محاضرها الماليزي؛ وفي غضون ذلك، تقول محاضرتها، “أعتقد أن SEMUA تتفهم هذا الموضوع.” SEMUA هي كلمة ماليزية تعني الجميع. ولا تفهم ليلي معنى SEMUA لأنها ليست طالبة ماليزية، إنه مثال على التشويش الدلالي.
5. التشويش الثقافي في الاتصال
التشويش الثقافي هي حاجز اتصال تم إنشاؤه من التفسير الخاطئ لسلوكيات شخص آخر. وفي الواقع، يتم إنتاج تشويش ثقافي بسبب المعنى الخاطئ للرسائل؛ ولذلك، فهو مشابه قليلاً للتشويش الدلالي. وعلى وجه الخصوص، يتم إنشاء التشويش الثقافي من التواصل غير اللفظي لأشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة، فالأنواع الأساسية لإشارات الاتصال غير اللفظي هي وضعية الجسد، والإيماءات، والتواصل البصري، والمساحة الشخصية، والتلامس الجسدي، واللباس الشخصي، ومعنى الإشارات غير اللفظية ليس هو نفسه في كل ثقافة ومجتمع.
مثال على التشويش الثقافي
جون مواطن أمريكي يدرس في جامعة القاهرة في مصر، يعرض على صديقته المصرية المصافحة، لكنها ترفض ذلك؛ يجعل هذا الموقف جون يشعر بالحرج الشديد. ولاحقًا، أدرك أن يوجد عدد من النساء لا يحببن مصافحة الرجال في مصر.
فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.