كل يوم، في كل قسم من أقسام شركتك، يتخذ الأشخاص القرارات؛ ومن المهم أن تتماشى كل هذه القرارات مع نفس الأهداف، وهي الأهداف التي تمنح شركتك ميزة تنافسية؛ ولكن كيف تحدد استراتيجية شركتك؟، وكيف يمكنك التأكد من أنك تسير في الاتجاه الصحيح؟؛ الجواب يكمن في عملية الإدارة الاستراتيجية strategic management process. وعملية الإدارة الاستراتيجية تتكون من ثلاث مراحل ويطلق عليها مراحل الإدارة الإستراتيجية؛ وهذه المراحل هي مرحلة صياغة الاستراتيجية ومرحلة تنفيذ الاستراتيجية ومرحلة الرقابة الاستراتيجية.
تعريف الإدارة الاستراتيجية
الإدارة الاستراتيجية Strategic Management هي مجموعة التصرفات والقرارات التى تعمل على إيجاد استراتيجيات فعالة لتحقيق أهداف المنظمة، ورغم أن هذا التعريف يميل أكثر إلى العمومية والتوصيف لطبيعة العمل الاستراتيجي الإداري، فإن هناك من عرّف إدارة الاستراتيجية من منطلق الأدوار والمراحل الضرورية لإتمامها، ومن هؤلاء (Fred R David) فريد داوود الذي عرفها بقوله: “فن وعلم صياغة، وتطبيق، وتقويم التصرفات والأعمال التي من شأنها أن تمكن المنظمة من وضع أهدافها موضع التنفيذ”.
ومن خلال ذلك يتضح أن هناك ثلاث مراحل أساسية لإتمام عملية إدارة الاستراتيجية وهي:-
أ. صياغة الاستراتيجية: Strategy Formulation
ب. تطبيق الاستراتيجية: Strategy Implementation
ج. تقويم الاستراتيجية: Strategy Evaluation
مقالة ذات صلة: الإدارة الإستراتيجية: التعريف، الأهمية، الأهداف، المراحل، التطور
مراحل الإدارة الإستراتيجية
ومن خلال التعريف السابق اتضح أن هناك ثلاث مراحل أساسية لإتمام عملية إدارة الاستراتيجية وهي:
أ. صياغة الاستراتيجية Strategy Formulation
صياغة الإستراتيجية strategy formulation هي عملية اختيار مسار العمل الأنسب لتحقيق الأهداف والغايات التنظيمية وبالتالي تحقيق الرؤية التنظيمية، وتعرف ايضاً صياغة الاستراتيجية بأنها هي عملية تحديد الأهداف وتحديد الخطة التنفيذية المناسبة لتحقيق تلك الأهداف؛ وتستخدم المنظمة صياغة الإستراتيجية للتخطيط للنجاح وإدخال تحسينات على استراتيجيات مكان العمل حسب الحاجة. وصياغة الإستراتيجية ضرورية لتحقيق وقياس إمكانية تحقيق الأهداف؛ وبعد إنشاء الاستراتيجيات، تقوم المنظمة عادةً بتعليم موظفيها حتى يعرفوا غرض المنظمة وأهدافها وغاياتها.
وتتضمن هذه المرحلة:
- وضع رسالة المنظمة “Mission” ووضع رؤيتها “Vision”..
- صياغة مبادئ وقيم الأعمال.
- تحليل إمكانات المنظمة الداخلية، والوقوف على ما بها من نقاط القوة ونقاط الضعف.
- تحليل الظروف المحيطة وما فيها من فرص أو تهديدات.
- وضع الأهداف الرئيسية “Objectives”
- تحديد الاستراتيجيات البديلة لتحقيق هذه الأهداف.
- تحليل وتقويم هذه البدائل والمفاضلة بينهما.
- اتخاذ القرار بالبديل الأفضل والذي يمكن تنفيذه.
مقالة ذات صلة: صياغة الاستراتيجية: ما هي، مراحلها، الأساليب التحليلية، أثر النواحي السياسية
ب. تنفيذ الاستراتيجية Strategy Implementation
تعرف تنفيذ الاستراتيجية (تطبيق الاستراتيجية) strategy implementation بأنها:
- العمليات التي من خلالها يتم تنفيذ استراتيجيات المنظمة، والمتمثلة في وضع الهيكل التنظيمي والأهداف السنوية، ووضع السياسات، البرامج … الخ ..
- تحويل الخطة الاستراتيجية للمنظمة إلى فعل ثم إلى نتائج.
- وضع الاستراتيجيات موضع التنفيذ من خلال الهيكل التنظيمي، الأهداف السنوية، والسياسات، والبرامج، والموازنات، والإجراءات، والقواعد.
- سلسلة من الأنشطة والفعاليات المترابطة التي تمارس لوضع الاستراتيجية موضع التنفيذ من خلال البرامج التنفيذية والموازنات التقديرية والمؤشرات والإجراءات
- تهيئة المنظمة من كافة الجوانب الإدارية و الوظيفية بحيث تساعد على وضع الخطة موضع التنفيذ من خلال التركيز على بنية التنظيمات، والإطار العام لتنفيذ الاستراتيجية، والهياكل التنظيمية الداعمة للاستراتيجية، وبناء الهيكل الوظيفي، وتحديد درجة المركزية واللامركزية في المنظمة بالإضافة إلى التنسيق والتكامل بين مختلف الوحدات التنظيمية
وتتضمن هذه المرحلة:
فبعد أن يتم اختيار البديل الاستراتيجي الأفضل كما هو موضح، باعتبارها العمل الأخير في المرحلة السابقة (مرحلة صياغة الاستراتيجية)، فإنه لا يكون لذلك أية قيمة ما لم تحسن الإدارة وضعها موضع التنفيذ، وهذه المرحلة تتطلب:
- أن تحدد المنظمة أهدافها التفصيلية (Goals).
- وضع السياسات.
- دفع العاملين وتحفيزهم للتنفيذ.
- تخصيص الموارد بكفاءة لتنفيذ الاستراتيجيات التي تم صياغتها بنجاح.
مقالة ذات صلة: تنفيذ الاستراتيجية: ما هي،أهميتها، مراحلها، أسباب فشلها
ج. الرقابة الاستراتيجية Strategy Evaluation
الرقابة الاستراتيجية (تقويم الاستراتيجية) Strategic Control هي نوع من الرقابة التوجيهية Steering Control والتي يغطي نطاقها الزمني في العادة الفترة من بداية تنفيذ الاستراتيجية وحتى تحقيق النتائج المرجوة، والتي يحدث فيها كثير من التطورات والتغيرات في كافة المتغيرات التي تم بناء الاستراتيجية وتطبيقها بناء عليها ولذلك فإنه قد يترتب عليها تعديل في أي من هذه المتغيرات، سواء كانت متعلقة بالاستراتيجيات أو الأهداف الاستراتيجية أو الأهداف التشغيلية، بناء على ما أظهرته نتائج الرقابة أولاً بأول في المراحل التي تم الانتهاء منها.
وليس هناك عمل إدارى يعتبر كاملاً دون أن يتم تقويمه بعد تنفيذه؛ وذلك للوقوف على نتائج المرحلتين السابقتين، صياغة وتطبيق الاستراتيجية، حيث يمكن الوقوف على جوانب التجويد أو التقصير في هاتين المرحلتين من خلال عملية التقويم الجيدة والمستمرة لما تم تخطيطه وتنفيذه، وهذا بدوره يزود رجل إدارة الاستراتيجية بتدفق مستمر من البيانات والمعلومات الواقعية التى تمثل رصيدا لا يُستهان به فى بناء خبرة وتعلم متراكم، بجعل من عملية التخطيط والتنفيذ بعد ذلك عملية أكثر واقعية وإتقانا.
ويمكن تحديد خمس خطوات أساسية على الأقل في ذلك وهي:
- صياغة المعايير الرقابية
- صياغة المقاييس الرقابية سهلة الاستخدام.
- مراقبة الافتراضات الاستراتيجية.
- وضع نظام رقابي استراتيجي الكتروني متكامل.
- مراقبة حذرة للمستجدات.
مقالة ذات صلة: الرقابة الاستراتيجية: ما هي، أنواعها، كيفية القيام بها، شروط نجاحها
ويمكن لنا أن نلخص مراحل عملية إدارة الاستراتيجية والأنشطة المطلوبة في كل مرحلة بصورة متسلسلة كما يوضحها الشكل التالي:-
العلاقة بين مستويات الاستراتيجية ومراحلها
إذا اتفقنا على أن هناك ثلاث مراحل لإدارة الاستراتيجية، فعلينا أن نحدد مستوياتها في المنشأت، وخاصة الكبيرة منها، حيث نجد أن هناك أيضاً ثلاثة مستويات رئيسية وهي:
- مستوى المنشأة.
- مستوى الأقسام.
- المستوى الوظيفي
ولا شك أن هناك علاقة بين كل من هذه المستويات والمراحل الاستراتيجية كما يوضحها الشكل التالي:-
مقالة ذات صلة: نموذج الإدارة الاستراتيجية مع التوضيح بالصور
فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.