دراسة الجدوى هي أداة مهمة لتقييم إمكانية نجاح المشاريع الاستثمارية، وتمكن للمستثمرين من اتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على بيانات دقيقة؛ ولذلك قمنا نحن في موقع أسود البيزنس بكتابة هذه المقالة التي تناولنا فيها كل ما يخص دراسة الجدوى، فقد تناولنا تعريف دراسة الجدوى، وأهميتها، وأنواعها، وخطوات القيام بدراسة الجدوى، والمشكلات التي تتعرض لها دراسة الجدوي.
تعريف دراسة الجدوى – ما هي دراسة الجدوى؟
دراسة الجدوى Feasibility Study هي سلسلة دراسات متخصصة مترابطة ومتكاملة تجرى سلفاً (مسبقاً)على مشاريع الاستثمار المزمع تنفيذها منذ التفكير في عمل المشروع وحتى يصل المشروع إلى مرحلة التصفية بقصد التأكد من صلاحية مشاريع الاستثمار لتحقيق نتائج محددة، وبمعنى آخر دراسة الجدوى هي تلك الدراسات اللازم تنفيذها للتحقق من أن نواتج مشروع الاستثمار تفوق الموارد التي ستخصص له، ومن أن تلك النواتج تتوافق ودوافع المستثمر واتجاهاته؛ على أنه ينبغي التنويه ابتداء إلى أن ثمة اصطلاحات عدة تطلق على دراسات الجدوى وهذه الاصطلاحات وإن اختلفت في المسمى، فإنها لا تختلف في المضمون أو الجوهر وبدخل ضمن تلك الاصطلاحات ما يلي: تقييم المشروع Project Evaluation، تقييم الاستثمار investment Appraisal، اقتصاديات المشروع Project Economics.
أهمية دراسة الجدوى
هذا، وتكتسب دراسات الجدوى قدر كبير من الأهمية لأنها:
- أولاً: تقييم الدليل العلمي والعملي على صلاحية مشروع الاستثمار المقترح من عدمه.
- ثانياً: تعاون المستثمرين على اتخاذ قرارات الاستثمار الرشيدة من خلال التنبؤ بالمتغيرات التسويقية والفنية والاقتصادية المؤثرة في تلك القرارات.
- ثالثاً: تضمن إلى حد بعيد سلامة قرر الاستثمار الذي يتسم بما يلي:
- امتداد تأثير لفتر طويلة هي فتر عمر المشروع.
- انخفاض درجة مرونته، إذ يترتب عليه تخصيص قدر من الموارد في أصول استثمارية قد تشكل عبئاً يصعب تعديله إذا ما تبين عدم سلامة القرار.
- ارتفاع تكلفته رغم ندرة أو محدودية الموارد المتاحة له في الغالب.
- تعاظم درجة الخطور المترتبة على الإنفاق المصاحب له خاصة إذا كان القرار يتخذ في ظل ظروف عدم التأكد.
- رابعاً: توضح أهمية مشروع الاستثمار بالنسبة للدولة ومدى ارتباطه بمشروعات خطة التنمية وإمكانية مساهمته في علاج بعض المشكلات التي تواجه هذه الدولة.
- خامساً: ثعد شرطاً للحصول على موافقة أجهرة الدولة على إنشاء مشروع الاستثمار، كما قد تكون شرطاً للحصول على قرض من إحدى مؤسسات المال لتغطية جانب من تكاليفه الاستثمارية.
أنواع دراسة الجدوى
- 1. دراسة الجدوى المبدئية.
- 2. دراسة الجدوى التفصيلية.
- أ. مرحلة دراسة الجدوى التسويقية.
- ب. مرحلة دراسة الجدوى الفنية والهندسية.
- ج. مرحلة دراسة الجدوى الإدارية والتنظيمية.
- د. مرحلة دراسة الجدوى المالية والاقتصادية.
- هـ. مرحلة تقييم (تقدير) الربحية التجارية (الخاصة).
- و. مرحلة تقييم (تقدير) الربحية الاجتماعية (القومية).
خطوات القيام بدراسة الجدوى – كيفية عمل دراسة الجدوي
اولاً: القيام بدراسة الجدوى المبدئية
تعد دراسات الجدوى المبدئية بمثابة دراسات استطلاعية سريعة تستهدف التوصل إلى حكم أولى على مدى احتمال تحقيق مشروع الاستثمار الذى نقوم بعمل دراسة جدوى له للأهداف المرجوة منه، أو بمعنى آخر تستهدف للتحقق من وجود دلائل تشير إلى إمكانية نجاح المشروع؛ فإذا أسفرت هذه الدراسات عن عدم وجود موانع جوهرية لتنفيذ مشروع الاستثمار أو عن توفر احتمالات النجاح له، يتم إعداد دراسات الجدوى التفصيلية بأبعادها المختلفة وتكون هناك مبررات اقتصادية لعمل هذه الدراسات التفصيلية.
أما إذا أسفرت تلك الدراسات عن عدم وجود إمكانية النجاح للمشروع لأسباب شخصية يصعب تفسيرها أو إلى أسباب موضوعية على النحو الذي ناقشناه فى مقالة دراسة الجدوى المبدئية، فإن دراسات الجدوى تتوقف عند هذا الحد، ويمكن للمستثمر القيام بدراسة أفكار أخرى إذا كانت لديه الرغبة في ذلك؛ إذ ليس هناك مبرر للقيام بدراسات جدوى نهائية مكلفة في الغالب لفكرة استثمارية غير ملائمة أو لأحد مشاريع الاستثمارية الذي لا تتوافر له مقومات النجاح.
ودراسة الجدوى المبدئية تساعد المستثمر على تصفية المشروعات وأفكار الاستثمار التى لديه للوصول الى الفكرة التى تستحق بذل الوقت والجهد والمال فى دراسة جدوى تفصيلية.
وانصح بشدة بالإطلاع على هذة المقالة المنفصلة بعنوان دراسة الجدوى المبدئية – تعريفها وأهميتها وطريقة إعدادها
ثانياً: مرحلة إعداد دراسة الجدوى التفصيلية
نقدم دراسات الجدوى التفصيلية الأسس التسويقية والفنية والتنظيمية والمالية للقرار الخاص بمشروع الاستثمار، إذ تجرى عدة دراسات نهائية للجدوى على مشاريع الاستثمار التي تم اختيارها عن طريق دراسة الجدوى المبدئية وأثبتت جدواها المبدئية، وتتم هذه الدراسات من خلال المرحل الجزئية التالية:
- أ. مرحلة دراسة الجدوى التسويقية.
- ب. مرحلة دراسة الجدوى الفنية والهندسية.
- ج. مرحلة دراسة الجدوى الإدارية والتنظيمية.
- د. مرحلة دراسة الجدوى المالية والاقتصادية وتقييم (تقدير) الربحية التجارية (الخاصة).
أ. مرحلة دراسة الجدوى التسويقية
تعتمد دراسة الجدوى التسويقية على القيام بجمع وتسجيل وتحليل البيانات المتعلقة بالطلب والعرض حالاً ومستقبلاً بالنسبة للمنتج الخاص بنا الذي نقوم بعمل دراسة الجدوى له والمنتجات المنافسة له، أي أنها تدخل في نطاق بحوث التسويق Marketing Research.
وتبرز أهمية دراسة الجدوى التسويقية وهي أول مرحلة من مراحل دراسات الجدوى التفصيلية لأنها يترتب على نتائجها أما اتخاذ قرار بالبدء في المرحلة التالية من الدراسات أو بالتوقف عند هذا الحد، فإذا ترتب على دراسة الجدوى التسويقية نتائج إيجابية فسوف يتخذ قرار بالبدء في إجراء دراسات الجدوى الفنية والهندسية لمشروع الاستثمار؛ أما إذا كانت هذه النتائج سلبية، ففي الغالب يتخذ قرار بالتوقف عن إجراء دراسات الجدوى لمشروع الاستثمار موضوع الدراسة والبدء في دراسة أفكار استثمارية أخرى إذا ما كانت لدى المستثمر الرغبة في ذلك.
أهمية دراسة الجدوى التسويقية
ثُعد دراسة الجدوى التسويقية بمثابة الخطوة الأولى في دراسات الجدوى التفصيلية، وتهتم دراسة الجدوى التسويقية بما يلي:
- أولاً: تحديد حجم الطلب على منتج او مشروع معين الذى نقوم بعمل دراسة الجدوى له.
- ثانياً: توصيف سوق هذا المنتج من حيث: السن، الدخل، المهنة، المنطقة الجغرافية، النوع (بالنسبة للمستهلك الأخير)، نوع النشاط، حجم العمال، الشكل القانوني (بالنسبة للمشتري الصناعي).
- ثالثاً: تحديد حجم الطلب الكلي والعرض الكلي حالاً ومستقبلاً من ذلك المنتج.
- رابعاً: تحديد الفجوة السوقية أي الفرق بين العرض والطلب الحالي والمستقبلي، ومن ثم تحديد الحصة التسويقية للمشروع الذى نقوم بعمل دراسة الجدوى له.
ربما انك تجد ان المعلومات السابقة غير كافية، ولذلك تناولنا فى مقالة منفصلة دراسة الجدوى التسويقية بالتفصيل سواء للمشاريع الكبيرة او الصغيرة وتستطيع بعد قرائتها عمل دراسة جدوى تسويقية لأى مشروع ان شاء الله، وكانت المقالة بعنوان دراسة الجدوى التسويقية – تعريفها وأهميتها وطريقة إعدادها
ب. مرحلة دراسة الجدوى الفنية والهندسية
يقصد بدراسة الجدوى الفنية Technical Feasibility Study الدراسة التي يتم اعدادها للتعرف على إمكانية أو قابلية تنفيذ مشروع الاستثمار الذى نقوم بعمل دراسة جدوى له من النواحي الفنية والهندسية، وتُعد دراسة الجدوى الفنية أحد الأركان المحورية لدراسات جدوى مشاريع الاستثمار إذ تستند إليها كافة دراسات الجدوى اللاحقة لها.
أهمية دراسة الجدوى الفنية
وتكمن أهمية دراسة الجدوى الفنية لمشاريع الاستثمار في أنها تساعد المستثمر على تحديد الحجم الممكن لمشروع الاستثمار في ضوء الطاقة الإنتاجية Production Capacity المتاحة له والمطلوبة منه، كما تساعد في اختيار الموقع أو المواقع المناسبة للمشروع وفي اختيار نظام الإنتاج Product System وفي إعداد التنظيم الداخلي للمشروع وفي تحديد كافة الاحتياجات اللازمة لإنشاء وتشغيل مشروع الاستثمار من أصول ثابتة ومستلزمات إنتاج وقوى عاملة ….الخ.
وعلاوة ما تقدم، فإن دراسة الجدوى الفنية تمد القائمين على دراسات الجدوى بالبيانات والمعلومات اللازمة لتقدير التكاليف الرأسمالية Capital Costs لمشروع الاستثمار، ومن ثم فإن عدم الدقة Inaccuracy في إجراء هذه الدراسة يترتب عليه تقديرات غير سليمة للتكاليف الرأسمالية ولتكاليف التشغيل Operating Costs مما يؤدي إلى سوء تقدير حجم الأموال المطلوبة وبالتالي احتمال تعرض المشروع لمشكلات تتعلق بمصادر التمويل Sources of Finance أو بالسيولة Liquidity مستقبلاً.
وللعلم:– التكاليف الرأسماليّة: وهي التكاليف التي يحتاجها المشروع قبل البدء في التشغيل، ويمكن تقسيم هذه التكاليف إلى الأقسام الرئيسية التالية :
- تكاليف دراسة المشروع، تكاليف إعداد الموقع، تكاليف المباني والخدمات الأساسية للمشروع تكاليف الآلات والمعدات والتكاليف التأسيسية ( مثل تكاليف الترخيص وبراءات الاختراع والتدريب والتوظيف والدعاية وإصدار التمويل إذا كان التمويل عن طريق إصدار الأسهم).
- تكاليف رأس المال العامل وتشمل المخزون الاحتياطي والنقدية والمدينون.
- احتياطي الطوارئ.
أما تكاليف التشغيل أو التكاليف التشغيلية : هي تلك التي تنفق من أجل تشغيل المشروع وتشمل: تكاليف المستلزمات السلعيّة من مواد خام ووقود وقطع غيار و الأجور والمرتبات والمكافآت، تكاليف صيانة، إيجارات.
كذلك فإن عدم القيام بدراسات جدوى فنية دقيقة وموضوعية لمشروع الاستثمار يؤدي إلى تعرضه لمشكلات فنية كثيرة منها ظهور طاقات إنتاجية معطلة، ارتفاع نسبة التالف والمعيب إزاء سوء التنظيم الداخلي له، تضخم تكاليف النقل Transportation Costs منه وإليه نتيجة سوء اختيار موقع مشروع الاستثمار، وهو ما يؤدي إلى فشل مشروع الاستثمار في تحقيق أهدافه مما ينعكس سلباً سواء على المستثمرين وذلك بضياع رؤوس أموالهم وعدم تحقيق المعدل المطلوب للعائد عليها، أو على الاقتصاد الوطني في صورة استنزاف قدر من موارده.
وأخيرا وليس آخراً، فإن دراسة الجدوى الفنية تعاون في تحديد مواصفات المنتج Product Specification وخصائصه تبعاً لطلب العميل وحسبما أسفرت عنه دراسة الجدوى التسويقية بصفة عامة ودراسة الطلب بصفة خاصة؛ على أن مستوى التعمق في دراسة الجدوى الفنية يستند إلى مجموعة معايير تتعلق بـ: حجم مشروع الاستثمار، المبلغ المرصود للدراسة الفنية، الوقت المتاح لها، درجة الدقة المطلوبة فيها، البدائل الفنية المتاحة، الأخطار المترتبة على عدم دقة الدراسة.
وبالطبع أنصحك لمزيد من المعلومات القيمة عن دراسة الجدوى الفنية بالإطلاع على هذة المقالة المنفصلة بعنوان دراسة الجدوى الفنية – تعريفها وأهميتها وطريقة إعدادها
ج. مرحلة دراسة الجدوى الإدارية والتنظيمية
يقصد بدراسة الجدوى التنظيمية والإدارية الدراسة التي يتم إجراؤها بهدف إعداد التنظيم الإداري لمشروع الاستثمار المزمع تنفيذه وتصميم كافة النظم الإدارية له والتأكد من أن هذا التنظيم وتلك النظم ستكون صالحة كي يحقق مشروع الاستثمار الأهداف التي قام من أجلها سواء بالنسبة لجمهور المستثمرين أو للصالح العام.
أهمية دراسة الجدوى الجدوى التنظيمية والإدارية
وتستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية عملية التنظيم، فالتنظيم مطلوب لأنه بمثابة وسيلة فعالة لتنسيق الجهود البشرية من خلال العمل الجماعي وإيجاد التعاون بينها لتحقيق الهدف المنشود، فالإنجاز الجماعي يكون في الغالب أكبر من الإنجاز الفردي؛ وسبب آخر أساسي لأهمية عملية التنظيم فهو تعريف كل شخص بنواحي النشاط المطلوب منه تأديتها، حيث يساعده ذلك في التركيز على تنفيذ العمل المسند إليه ويقلل من احتمالات سوء الفهم أو البلبلة، إضافة إلى التحديد السليم لعلاقات العمل في المنظمة، حيث يتعرف كل شخص على المكان الذي يشغله فيها ويعرفه سلطاته ومسؤولياته وعلاقاته سواء بالنسبة لرؤسائه أو زملائه أو مرؤوسيه.
وعملية التنظيم مطلوبة إزاء التخصص وتقسيم العمل في العصر الحديث، ورغم أن نجاح أي منظمة قد يرجع إلى عوامل كثيرة، إلا أن المهارة في وضع التنظيم الإداري وتنفيذه يعتبر عنصر جبري، بل وحاسم في النتيجة النهائية؛ وخلاصة القول أن عدم كفاءة القائمين على دراسة الجدوى في إعداد التنظيم الإداري لمشروع الاستثمار وفي تصميم مختلف نظمه الإدارية قد يكون أحد عوامل فشل المشروع بعد فتر وجيزة من ممارسة نشاطاته، بل وفي بعض الأحيان قبل أن يدخل مرحلة التشغيل.
وبالطبع أنصحك لمزيد من المعلومات القيمة عن دراسة الجدوى الإدراية والتنظيمية بالإطلاع على هذة المقالة المنفصلة بعنوان دراسة الجدوى التنظيمية والإدارية – تعريفها وأهميتها وطريقة إعدادها
د. مرحلة دراسة الجدوى المالية والاقتصادية وتقييم (تقدير) الربحية التجارية (الخاصة)
يقصد بدراسة الجدوى المالية Financial Feasibility Study ذلك الجانب من دراسة الجدوى الذي يستهدف التأكد من نجاح مشروع الاستثمار تجاريا أي من وجهة نظر المستثمر، ويتطلب تحديد ذلك الهدف إعداد مجموعة من دراسات الجدوى يتحتم على القائم بدراسة الجدوى المالية أن يحصل عليها، بل يجب أن يصر على إتمامها، إذ بدونها لا يستطيع أن يبدأ في إعداد دراسة الجدوى المالية، هذه الدراسات هي: دراسة الجدوى التسويقية، دراسة الجدوى الفنية، دراسة الجدوى التنظيمية والإدارية.
ويعتبر مشروع الاستثمار ذو جدوى من الناحية المالية (التجارية) إذا أعطى عائداً على المال المستثمر بمعدل يزيد عن معدل العائد الممكن الحصول عليه من استخدام المال في مجالات بديلة، كما يعتبر المشروع ذو جدوى تجارية إذا أمكن استرداد التكاليف الرأسمالية Capital Costs خلال المدة التي يحددها المستثمرون وكلما كانت هذه المدة قصير كلما ردت جدوى المشروع.
أهمية دراسة الجدوى المالية
وتكمن أهمية دراسة الجدوى المالية للمشروع الاستثماري في أنه بدونها لا يمكن تحديد مقدار الأموال المطلوبة لإنشائه وتشغيله، ولتوزيعها توزيعاً زمنياً حسب موعد الحاجة إليها؛ كما لا يمكن بدونها تحديد أفضل مصادر الحصول على هذه الأموال مما قد يحمل المشروع بتكاليف تمويلية مرتفعة وهو ما ينعكس سلباً على العائد على رأس المال المقدم من الملاك. وفضلا عما تقدم فإنه من غير دراسة الجدوى المالية لا يصبح ممكنا تقدير الربح المحاسبي للملاك، و تحديد الوفر أو العبء من النقد الأجنبي نتيجة إنشاء مشروع الاستثمار وتشغيله، و تحديد ربحية المشروع للمجتمع.
وحتى يتحقق الهدف من وراء دراسة الجدوى المالية، يقتضي الأمر إعداد مجموعة من البدائل المالية من أهمها:
- أولا: جدول التكاليف الاستثمارية المحاسبية (الدفترية) موزعة مدار سنوات الإنشاء.
- ثانياً: جدول هيكل التمويل المقترح للمشروع.
- ثالثاً: جدول المصادر التي تستخدم في استرداد التكاليف الرأسمالية للمشروع أو التدفقات النقدية الداخلة للمشروع.
- ربعاً: جدول نتائج الأعمال التقديرية للمشروع على مدار سنوات التشغيل.
- خامساً: جدول أو مشروع المركز المالي للمشروع.
ولأن هذه الجداول تحتاج للكثير من الشرح لزوار موقعنا من غير المتخصصين، وحتى بعد الشرح من الممكن ان يحدث خطأ فى تنفيذ هذه القوائم من قبل اى شخص بسبب انها تحتاج لمستوى عالى من التركيز نظراً لأهميتها، ولذلك وفرنا لزائر موقعنا أسود البيزنس برنامج اكسيل يقوم بعمل دراسة الجدوى الماليه له ويقوم بتقييم الربحية التجارية للمشروعات؛ وللعلم يجب عليك الإطلاع علي مقالة دراسة الجدوى المالية لأنك لن تستطيع إستعمال البرنامج من دون ان تفهم المدخلات المشروحة في تلك المقالة.
أساسيات دراسة الجدوى
هذه مجموعة من الحقائق والملاحظات الأساسية عن دراسات الجدوى منها:
- أولاً: أن دراسة الجدوى – وهي دراسات شاملة تجعل مشروع الاستثمار مُهيئاً بصفة أساسية للتنفيذ – ليست غاية في حد ذاتها ولكنها وسيلة للوصول إلى قرار بالموافقة على مشروع الاستثمار أو رفضه أو تعديله.
- ثانياً: أنه مهما كان حجم المشروع الاستثماري، فلابد أن يكون هناك دراسات للجدوى تسبق عملية الإنشاء؛ ويتوقف حجم الدراسات وتكلفتها والقائمين بها (المستثمر و/أو المكاتب الاستشارية) على حجم مشروع الاستثمار من جهة، وعلى حجم الاستثمارات المخصصة له من جهة أخرى.
- ثالثاً: أن ثمة اختلافات واضحة سواء بين الكتاب أو بين الهيئات الدولية حول مراحل دراسات جدوى مشاريع الاستثمار، ولكن يمكن القول بأن عملية إقامة مشروعات الاستثمار تمر بمرحلتين أساسيتين هما:
- مرحلة إعداد دراسات الجدوى المبدئية.
- مرحلة إعداد دراسات الجدوى التفصيلية.
- رابعاً: أن بعض دراسات الجدوى النهائية قد لا يكون مطلوباً بصور حتمية عند اتخاذ قرار بشأن مشاريع الاستثمار، كما أن التسلسل الذي عرضناه لمراحل دراسات الجدوى التفصيلية قد لا يتبع بنفس الترتيب في مختلف مشاريع الاستثمار، ذلك أن بعض المراحل قد يتم على التوالي والبعض الآخر قد يتم على التوازي.
- خامساً: آن المراحل الفرعية لدراسات الجدوى غالبا ما تتداخل وتتكامل مع بعضها البعض، ذلك أن دراسة أحد المجالات قد يدخل في نطاق واحد أو أكثر من تلك الدراسات.
- سادساً: أن دراسات الجدوى لا تمثل مظهر لسيطرة الدولة أو تحكم المصارف (البنوك)، كما أنها لا تشكل ترفاً إدارياً، وإنما هي بمثابة الطريق الذي لابد أن يسلكه المستثمر بشكل سليم حماية لأمواله وترشيداً لاستثمارته.
- سابعاً: أن نجاح دراسات الجدوى يتطلب توافر تخصصات على درجة عالية من الخبرة العلمية والعملية، كما أن الكفاءة في اختيار التخصصات التي تكون فريق الدراسة تساعد إلى حد كبير على إخراجها بالطريقة المثلى؛ ذلك أن تلك الدراسات هي محصلة للتفاعل بين مجهودات فريق دراسة متخصص ومتكامل، ونادر ما يتولى فرد واحد كافة أبعاد درسات الجدوى دونما إهمال لبعد أو أكثر من تلك الأبعاد.
- ثامناً: أن دراسات الجدوى ثعد دراسات ممتدة ومستمرة طوال جميع مراحل دورة حياة مشروع الاستثمار، فهي تمتد إلى مرحلة ما قبل الإنشاء وتستمر أثناء مرحلتي التأسيس والتشغيل وتنتهي عندما يدخل المشروع مرحلة التصفية الاختيارية أو القانونية.
- تاسعاً: أن دراسات الجدوى يمكن تصنيفها وظيفياً إلى دراسات .جدوى تسويقية وفنية ومالية، كما يمكن تصنيفها نفعياً إلى دراسات .جدوى على مستوى المشروع (مفهوم الربحية الخاصة) و دراسات جدوى على المستوى القومي (مفهوم الربحية الاجتماعية). وقد تتخذ هذه الدراسات الشكل الرسمي أو الشكل غير الرسمي، وهذا يتوقف على حجم مشروع الاستثمار وعلى مقدار الأموال التي يتم استثمارها فيه.
- عاشراً: أنه ينبغي اعتبار عامل الوقت عند إعداد دراسات الجدوى المبدئية والتفصيلية فالفرص الاستثمارية لا تستمر لفترات طويلة، والمستثمر الناجح هو الذي يكتشف الفرصة الاستثمارية و يغتنمها في التوقيت المناس؛ فدراسات الجدوى وكما سيرد ذكره فيما بعد تتعلق بدراسة مجموعة العوامل البيئية التي يتغير الكثير منها بمرور الوقت فانقضاء مدة زمنية طويلة منذ الانتهاء من إعداد دراسات الجدوى وحتى لحظة بدء تنفيذ مشروع الاستثمار تقتضي تحديث هذه الدراسات للتيقن من استمررية هذا المشروع في تحقيق الأهداف التي سينشأ من اجلها ومن استمرارية الظروف والعوامل اللازمة لنجاحه.
- حادي عشر: أن دراسات جدوى مشاريع الاستثمار لا تتم فقط للمشروعات التي ينفذها القطاع الخاص ولكنها دراسات ينبغي إعدادها قبل المشروع في تنفيذ أي مشروع استثماري خاصاً كان أم عاما، ذلك أن مشروع الاستثمار وبغض النظر عن ملاكه يتطلب تنفيذه استثمار قدر من الموارد المتاحة للمجتمع والتي غالباً ما تكون محدودة أو نادرة مما يقتضي ضرور ترشيد عملية الاستخدام.
- ثاني عشر: أن دراسات الجدوى ليست مضيعة للجهد والوقت والمال إذا ما أجريت وفقا للمدخل العلمي السليم، ذلك أنه من الأفضل للمستثمر إنفاق بعض الجهد والوقت والمال لتحديد جدوى مشروعه الاستثماري قبل اتخاذ الخطوات التنفيذية له بدلا من إقامته ثم اكتشاف مشكلات تسويقية أو فنية أو مالية تجبره على قرار بوقف التنفيذ أو تصفية المشروع نهائياً، ومن ثم ضياع الاستثمارات التي تم تخصيصها والتي قد تفوق بكثير المبالغ التي تتكلفها دراسات الجدوى.
- ثالث عشر: تعتبر دراسات الجدوى واحدة من فروع المعرفة الإدارية والاقتصادية الحديثة نسبياً، فهي محصلة مجموعة من العلوم تشمل إدارة التسويق، بحوث التسويق، إدار الإنتاج، الإدار المالية، التنظيم، إدارة الموارد البشرية، التكاليف، الإحصاء، الاقتصاد وغيرها.
مشكلات دراسات الجدوى
تتعرض دراسات جدوى مشاريع الاستثمار لمجموعة مشكلات لعل أبرزها ما يلي:
- أولاً: انخفاض مهارة وكفاءة من يتولون إجراء دراسات الجدوى وعدم التزامهم بالإطار الأخلاقي لدراسات الجدوى في كثير من الأحيان.
- ثانياً: القصور في البيانات والمعلومات المطلوبة لإجراء دراسات الجدوى إما لعدم توافرها أو لتوافرها ولكن بشكل غير دقيق أو متقادم أو غير موضوعي، وهو ما قد يسفر عن دراسات جدوى مضللة أو غير واقعية قد تكون سبباً في فشل كثير من مشاريع الاستثمار بعد فتر وجيزة من قيامها.
- ثالثاً: صعوبة التنبؤ بالكثير من المتغيرات التسويقية والفنية والمالية التي تؤثر على القرارات الاستثمارية أو إهمال بعضها وهو ما ينعكس سلباً على تلك القرارات فضلا عن عدم القدرة على تحديد متغيرات الدراسة أو تحديد العلاقات المتداخلة بينها.
- رابعاً: ارتفاع تكاليف دراسات الجدوى المتكاملة مما يحمل العديد من المستثمرين للاعتقاد بعدم الحاجة إليها، لاسيما إذا كان من المتوقع أن يعمل مشروع الاستثمار المزمع تنفيذه في ظل سوق بائعين (سوق الطلب فيه أكثر من العرض) أو في ظل عدم منافسة على الإطلاق.
- خامساً: اعتقاد بعض المستثمرين أن الخبرة وحدها أساس اتخاذ قرارات الاستثمار ومن ثم يقل أو ينعدم اهتمامهم بدراسات الجدوى.
- سادساً: تأخر الحصول على الموافقات من قبل بعض الجهات مما يحد من فعالية الدراسة ويخرجها عن دائرة الواقعية وذلك لتغير الظروف.
أخلاقيات دراسات الجدوى
هناك ثمة مبادئ أخلاقية يجب أن يلتزم بها العاملون في مجال دراسات الجدوى منها:
- أولاً: ألا يتم حجب أي بيانات يتم تجميعها مكتبياً أو ميدانياً وذلك عن الجهة التي تتم دراسات الجدوى من أجلها.
- ثانياً: ألا تقوم بيوت الخبرة المتخصصة في هذا الشأن بدراسات جدوى لشركات منافسة لعملاء هذه البيوت خاصة إذا تطلب ذلك إعطاء المنافسين بيانات تم جمعها عن عملاء هذه المراكز من واقع الدراسات التي نفذت لحسابهم.
- ثالثاً: ألا تقوم البيوت المتخصصة في دراسات الجدوى بنشر نتائج الدراسات التي تقوم بها أو الاستفادة بهذه النتائج في الإعلان عنها إلا بموافقة العملاء الذين أعدت الدراسات لصالحهم.
- رابعأ: أن يتم تجنب الوصول إلى نتائج يظهر عدم توافقها مع البيانات التي تم تجميعها وتسجيلها وتحليلها .
- خامساً: أن تمتنع البيوت المتخصصة في دراسات الجدوى عن قبول أي دراسة تهدف الوصول إلى نتائج محددة سلفاً من قبل العملاء على غير الحقيقة، أو إلى الدفاع عن أخطائهم وفشلهم.
- سادساً: ألا يتم الاعتماد على الرشاوي أو الأساليب الملتوية للحصول على البيانات المطلوبة لأي دراسة أو للحصول على عمليات في مجال دراسات الجدوى.
- سابعاً: في حالة الاعتماد على مفاهيم وأساليب حديثة استخدمت أو طبقت لأول مرة في إحدى الدراسات و التي قام بابتكارها أحد عملاء مركز متخصص في دراسات الجدوى، فإن هذا المركز لا يجب أن يستعين بهذه المفاهيم أو الأساليب إلا بموافقة هذا العميل.
- ثامناً: ألا يتم تغيير مكونات الدراسة بعد إجرائها سواء بشكل متعمد أو غير متعمد، وإلا يتم تغيير هذه المكونات بحسب الجهة التي تقدم لها الدراسة.
وفي ختام هذا المقالة، تجدر الإشاره إلى أنه إذا ما تبين أن الاستثمار سيكون مجدياً فإن الخطوات التنفيذية لقيام مشروع الاستثمار تبدأ وهي تتضمن تأسيسه من الناحية القانونية، ثم إنشاؤه، ويلي ذلك إجراء تجارب التشغيل، ثم استكمال هيكل الموارد البشرية به، وأخيراً يتم تشغيله طبقا للطاقة المخططة ومتابعة عملية التشغيل.
فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.
هذا البرنامج مفيد جداً بنسبه لكل بشكركم كتير
من هو الدكتور صاحب هذا التقرير
حبيت كلش