كمدير أو كقائد فريق، يمكن أن تكون نظرية التعزيز أداة مفيدة في مساعدتك على تصحيح السلوكيات السيئة وتعزيز السلوكيات الجيدة؛ وفي هذه المقالة سنوضح ما هي نظرية التعزيز، وانواع التعزيز، وكيفية استخدام نظرية التعزيز في مكان العمل.
تعريف الإدارة
الإدارة هى وظيفة تنفيذ الأعمال عن طريق الآخرين باستخدام التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، وذلك من أجل تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفاعلية، مع مراعاة المؤثرات الداخلية والخارجية.
مقالة ذات صلة: ما هي الإدارة؟ – تعريف الإدارة وأهميتها ووظائفها ومستوياتها
تعريف التحفيز
التحفيز Motivation هو تلك الظروف والعوامل التي تخلق لدى الفرد الرغبة لكي يتحرك في اتجاه معين، والتحفيز يشمل التعرف على حاجات (Needs) ورغبات (Desires) واهتمامات (Interests) المرؤوس ثم محاولة إشباعها حتى يمكن تحريك وتحفيز المرؤوس لاستخدام كل طاقاته وقدراته في أداء ما هو مطلوب منه؛ وعند ترجمة كلمة Motivation يتم ترجمتها إلى التحفيز او الدافع، ولذلك عندما ترى كلمة الدافعية او التحفيز أعلم أنهما كلمة واحدة.
مقالة ذات صلة: التحفيز – التعريف والأنواع والأهمية والخصائص والنظريات
نظريات التحفيز
ولكي نفهم التحفيز، سوف نعرض النظريات المختلفة للتحفيز وذلك للتوصل إلي نموذج متكامل يمكن أن يعتمد عليه المدير في ممارسته لهذه المهام ويمكن تقسيم نظريات التحفيز إلي مجموعتين:-
المجموعة الأولى – ماذا يدفع الفرد إلي أداء سلوك معين؟
هذه المجموعة ركزت على توصيف ما يوجد في داخل الفرد أو في داخل العمل الذي ينشط سلوك الفرد ويدفعه على بذل مجهود إضافي و العمل بجدية، وأيضاً الاستمرار في ذلك؛ أي أن هذه المجموعة تحاول الإجابة عن ماذا يدفع الفرد إلي أداء سلوك معين؟ ?What specific things that motivate people، ويأتي في هذه المجموعة إبراهام ماسلو Maslow و هيرزبيرج Herzberg.
مقالة ذات صلة: هرم ماسلو للحاجات: ماهو، إستخداماته، الإنتقادات، كيفية تطبيقه
نظرية هيرزبرج (موضوع هذه المقالة)
المجموعة الثانية – كيف يتوجه السلوك؟
هذه المجموعة تصف وتشرح كيف يتوجه السلوك وكيف يستمر الأداء المتميز وكيف أيضاً يتوقف هذا الأداء، أي تحاول هذه المجموعة الإجابة على السؤال: كيف يتوجه السلوك؟ ?How behavior is energized , directed ….. etc، ويأتي في هذه المجموعة فروم Vroom، سنكر Skinner
مقالة ذات صلة: نظرية التوقع: ماهي، عناصرها، كيفية تطبيقها، الإنتقادات
نظرية التعزيز لسكينر (موضوع هذه المقالة)
والشكل التالي يوضح ذلك.
نظرية التعزيز لسكينر
نظرية التعزيز Reinforcement وتعرف أيضاً بأسم نظرية التعضيد لصاحبها عالم النفس الأمريكي بورهوس فريدريك سكينر، وتنص نظرية التعزيز على أن سلوك الفرد يتوقف على النتائج المترتبة عليه؛ فسلوك الفرد يقوم على “قانون الأثر law of effect”، أي أن سلوك الفرد ذي العواقب الإيجابية يميل إلى أن يتم تكراره، لكن سلوك الفرد ذي العواقب السلبية لا يتكرر.
وتتجاهل نظرية التعزيز الحالة الداخلية للفرد، أي أن المشاعر الداخلية ودوافع الأفراد يتجاهلها سكينر، وتركز هذه النظرية تمامًا على ما يحدث للفرد عندما يقوم بعمل بعض التصرفات؛ وبالتالي، وفقًا لسكينر، يجب تصميم البيئة الخارجية للمنظمة بشكل فعال وإيجابي لتحفيز الموظف. وهذه النظرية هي أداة قوية لتحدبد آلية التحكم في سلوك الفرد؛ ومع ذلك، فإنها لا تركز على أسباب سلوك الفرد.
مقالة ذات صلة: 10 طرق لتحفيز الموظفين – نصائح حول كيفية تحفيز الموظفين
أنواع التعزيز في السلوك التنظيمي
التعزيز وسيلة فعالة لتوجيه الموظفين ومساعدتهم على التمييز بين السلوكيات الإيجابية والسلبية، وفيما يلي بعض الأمثلة على نظرية التعزيز:
1. تعزيز إيجابي
أنت تتفاعل بشكل إيجابي مع سلوك شخص ما لأنه يفيد فريقك والمنظمة، ويؤكد هذا أيضًا أن علي الفرد أن يكرر سلوكه ويواصل إنتاج النتائج المرغوبة؛ فعلى سبيل المثال، يمكنك مكافأة موظف على الوصول إلى المكتب مبكرًا، فهذا يزيد من احتمال تكرار السلوك؛ ومع ذلك، يجب أن تكون مكافأتك تلقائية للحصول على قيمة تعزيز أكبر.
2. تعزيز سلبي
يشير التعزيز السلبي إلى إزالة العقبات حتى يتمكن الآخرون من الاستجابة بشكل إيجابي والقيام بالطريقة التي يتوقعونها منهم؛ فعلى سبيل المثال، إذا استأذن شخص من فريقك لترك العمل مبكرًا بسبب رحلة العودة الطويلة إلى المنزل، فيمكنك أن تطلب منه أخذ بعض المشاريع إلى المنزل والسماح له ببعض المرونة.
3. العقوبة
في هذا النوع من التعزيزات، يتم فرض عواقب سلبية أو يتم إزالة العواقب الإيجابية لمنع شخص ما من تكرار السلوكيات غير المرغوب فيها؛ ومع ذلك، فإن العقوبة لا تعني توبيخ شخص ما أو انتقاده بقسوة. فعلى سبيل المثال، إيقاف موظف لمخالفته قواعد العمل، فالهدف النهائي العقوبة هو تثبيط السلوك السيئ.
4. الإزالة
الإزالة تشير إلى عدم وجود تعزيزات؛ وبعبارة أخرى، فإن الإزالة تعني تقليل احتمال السلوك غير المرغوب فيه عن طريق إزالة المكافأة على هذا النوع من السلوك. فعلى سبيل المثال، يتعين على فريقك العمل في مشروع مهم، ولذلك يجب على الجميع العمل لساعات إضافية ولن تكون هناك عطلات في نهاية الأسبوع، ولذلك أنت ستقدم لهم أجرًا إضافيًا مقابل جهودهم. وبعد الانتهاء من المشروع، ستتوقف عن تقديم أي حوافز وسرعان ما سينتهي هذا السلوك الذي يعزز العمل الإضافي؛ ومع ذلك، يجب أن تكون حذرًا بشأن كيفية استخدام هذا التعزيز (الإزالة) لأن معنويات الموظفين يجب ألا تتأثر.
جدول التعزيز
من أجل التنفيذ الناجح لنظرية التعزيز، تحتاج إلى دمج التعزيز الإيجابي والسلبي؛ وهناك طريقتان يمكنك من خلالهما تنفيذ نظرية التعزيز بشكل فعال.
1. التعزيز المستمر
أنت تعزز تصرفات شخص ما في كل مرة يظهر فيها سلوكًا مرغوبًا فيه.
2. التعزيز المتقطع
ستكون هناك أوقات لا يمكنك فيها مكافأة أو معاقبة سلوك شخص ما بشكل عفوي، وغالبًا ما تتبع المنظمات الجداول الزمنية لتقديم التعزيزات وتقوم بذلك بثلاث طرق:
أ. جدول الفاصل الزمني الثابت
هناك فترة زمنية محددة للتعزيز (على سبيل المثال، راتب كل أسبوعين)
ب. جدول الفاصل المتغير
لا يوجد جدول زمني محدد للتعزيزات ويمكنك تحفيز شخص ما عندما تعتقد أنه الوقت الأنسب
ج. جدول النسبة المتغيرة
أنت تعزز سلوك شخص ما فقط بعد أن يكون قد حقق مجموعات النتائج المحددة مسبقًا (على سبيل المثال، إعطاء علاوة بعد أن يحقق شخص ما جميع الأهداف)
مقالة ذات صلة: الإدارة بالأهداف: ما هي، مميزاتها، عيوبها، خطوات تنفيذها، أمثلة عليها
استخدام نظرية التعزيز في مكان العمل
فيما يلي خطوات بسيطة يمكنك اتباعها لاستخدام نظرية التعزيز مع فريقك.
1. حدد السلوك المطلوب
إذا كنت تريد أن يتبنى شخص ما سلوكًا جديدًا، فإن أول ما عليك فعله هو إخباره؛ افعل ذلك بأكبر قدر ممكن من الوضوح والموضوعية. ويجب ان تقوم بوصف السلوك الجيد الذي تريد رؤيته أو السلوك السيئ الذي تريد تثبيطه، بطريقة يمكن قياسها؛ ومن الجيد أيضًا تحديد موعد نهائي حتى يعرف الفرد الإطار الزمني الذي لديه للتغيير.
مقالة ذات صلة: إدارة التغيير: التعريف، الأهمية، المراحل، المبادئ، الخطوات، أمثلة عليها
2. قياس السلوك المطلوب الحالي
الخطوة التالية هي تحديد مدى تكرار حدوث السلوك المعني حاليًا؛ فما لم نقيس نقطة البداية، سيكون من المستحيل تقييم ما إذا كان السلوك قد تغير أو تحسن بشكل موضوعي.
3. تعزيز السلوك المطلوب
بعد ذلك، تحتاج إلى تحديد كيف ومتى ستعزز السلوك الجديد؛ فأولاً، تحتاج إلى اختيار واحد أو أكثر من أنواع التعزيز الأربعة: التعزيز الإيجابي، والتعزيز السلبي، والعقوبة، والازالة. وثانيًا، تحتاج إلى تحديد جدول واحد أو أكثر لكيفية تعزيز السلوك: مستمر أو متقطع.
4. تقييم التغيير
الخطوة الأخيرة هي قياس ما إذا كان السلوك الجديد الذي تريده يتزايد بسرعة كافية؛ فإذا كان يتزايد بسرعة فهو أمر عظيم، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تحتاج إلى إعادة تقييم نهجك والعمل مرة أخرى من خلال الخطوات من 1 إلى 4.
والشكل التالي يبين أنواع التعزيز (التعضيد) التي يمكن للمدير إستخدامها:
مقالة ذات صلة: التحفيز الذاتي: ما هو، اهميته، و 20 طريقة لتحفيز الذات
فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.