في هذه المقالة وضحنا في البداية تعريف التأمين، ثم ألقينا نظرة سريعة على مبادئ التأمين، ثم وضحنا مبدأ حسن النية بالتفصيل، حيث قمنا بتوضيح المقصود بمبدأ حسن النية، ثم وضحنا وقت توافر مبدأ منتهى حسن النية، ثم وضحنا صور الإخلال بمبدأ منتهى حسن النية؛ فهذه المقالة مهمة وأنصح بالإطلاع عليها.
تعريف التأمين
التأمين هو نظام يهدف إلى تخفيض الخطر الذى يواجه الفرد أو المنشأة وفيه يحصل المؤمن له على تعهد لصالحه أو لصالح الغير من الطرف الآخر وهو المؤمن والذي يدفع بمقتضاه مبلغ معين عند تحقق الخطر وذلك نظير سداد قسط التأمين على أن يقوم المؤمن بتجميع الأخطار المشابهة والتنبؤ بقيمة الالتزامات المالية المترتبة على تحققهاً.
مقالة ذات صلة: التأمين – تعريف التأمين و نشأة التأمين وأنواعه وأهميته
ما هي مبادئ التأمين؟
مبادئ التأمين هي المفاهيم والمبادئ التوجيهية الأساسية التي تحكم تشغيل وممارسات صناعة التأمين، وتوفر هذه المبادئ إطارًا لشركات التأمين وحاملي وثائق التأمين والجهات التنظيمية لضمان المعاملة العادلة والمنصفة وتخفيف المخاطر والاستقرار المالي داخل سوق التأمين، ويتم تقسيم مبادئ التأمين الي مبادئ فنية ومبادئ قانونية.
المبادئ الفنية للتأمين
- أولاً: مبدأ الخسارة العرضية
- ثانياً: مبدأ الخسارة المالية
- ثالثاً: مبدأ انتشار الخطر
- رابعاً: مبدأ إثبات وقوع الخسارة
- خامساً: مبدأ إمكانية حساب الاحتمالات المتوقعة
المباًدىء القانونية للتأمين
أولاً:- مجموعة المبادئ القانونية التي تنطبق على جميع عقود التأمين
- مبدأ المصلحة التأمينية.
- مبدأ منتهى حسن النية. (موضوع مقالة اليوم)
- مبدأ السبب القريب.
ثانياً:- مجموعة المبادئ القانونية التى تخضع لها عقود تأمينات الممتلكات والمسئولية فقط
- مبدأ التعويض.
- مبدأ المشاركة.
- مبدأ الحلول فى الحقوق.
مقالة ذات صلة: مبادئ التأمين – المبادئ القانونية والمبادئ الفنية للتأمين
مبدأ حسن النية
يقصد بمبدأ حسن النية أنه يجب على كل طرف من طرفى التعاقد أن يدلى إلى الطرف الآخر بجميع الحقائق والمعلومات والبيانات والأمور الجوهرية المتعلقة بالخطر المؤمن عليه (من جانب المستأمن) و المتعلقة بشروط العقد (من جانب المؤمن)، ويقصد بتلك الحقائق هى تلك التى لو عرفها المؤمن وقت التعاقد لأثرت على قراره بقبول أو رفض طلب التأمين أو بتقدير قيمة القسط، وكذلك هى تلك التي لو عرفها المستأمن مقدما لأثرت على قراراته بالتعاقد من عدمه.
ولكى يتم إبرام عقد التأمين لابد من توافر مبدأ منتهى حسن النية بين طرفي العقد (المؤمن – المستأمن) حيث يجب على المؤمن أن يقدم للمستأمن جميع البيانات والمعلومات الصحيحة الخاصة بعقد التأمين قبل توقيع العقد، كما يجب على المستأمن أن يدلى للشركة بكافة الحقائق والمعلومات المتعلقة بوحدة الخطر المطلوب التأمين عليها حيث أن المؤمن لا يستطيع تكوين فكرة واضحة عن طبيعة الخطر إلا عن طريق المعلومات و البيانات التى يدلى بها المستأمن.
ويعتبر من الأمور الجوهرية من وجهة نظر المؤمن كافة البيانات والمعلومات التى من شأنها زيادة درجة الخطورة بالنسبة للشخص أو الشيء المؤمن عليه، كوجود مواد سريعة الاشتعال فى المبنى المراد التأمين عليه، أو إصابة المؤمن عليه بمرض خبيث قبل التعاقد على التأمين، أما من وجهة نظر المتعاقد على التأمين فإن البيانات والمعلومات التى تقدم له من قبل المؤمن، سواء أكانت تتعلق بنوع التأمين، أو شروط التغطية و الأسعار، تعتبر من الحقائق والأمور الجوهرية التى يتعين على شركة التأمين أن تتوخى الدقة الكافية أثناء عرضها على طالب التأمين.
وقت توافر مبدأ منتهى حسن النية
يشترط توافر هذا المبدأ من الطرفين سواء عند التعاقد أو خلال سريان التأمين أو عند تحقق الحادث أو عند تقدير الخسارة و سداد التعويض، ولذلك فإنه يجب على المستأمن أن يبلغ المؤمن بأى تطورات أو تعديلات تطرأ على الشيء موضوع التأمين والتى من شأنها أن تؤدى إلى تغيير رأى المؤمن من حيث الإستمرار فى التأمين أو إلغائه أو تؤدى إلى زيادة أو تخفيض القسط أو قد تؤدى إلى تغيير شروط الوثيقة، و بالمثل فإنه يجب على المؤمن أن يبلغ المستأمن بأي تعديلات تطرأ على الشروط أو الأسعار حتى بقرر إذا كان سيستمر فى التأمين بعد علمه بها من عدمه .
ويهدف مبدأ منتهى حسن النبية إلى منع الغش و التدليس والإدلاء ببيانات ومعلومات غير حقيقة، كما أنه يهدف إلى تحقيق نوع من العدالة بين تكلفة التأمين (القسط) والتعويض المستحق أو مبلغ التأمين الذي يدفعه المؤمن للمستأمن أو المستفيدين من التأمين .
صور الإخلال بمبدأ منتهى حسن النية
يحدث فى بعض الحالات إخلال بهذا المبدأ ودائما ما يحدث الإخلال من جانب المستأمن عند استيفائه لطلب التأمين الذى يعتمد عليه المؤمن بدرجة كبيرة فى تكوين فكرة واضحة عن الخطر وتقييمه وتقدير القسط المطلوب، أما المؤمن فإنه يصعب علببه الإخلال بهذا المبدأ نظرا لأنه يعطى للمستأمن وثيقة مطبوعة بها جميع شروط التعاقد و المفروض أن المستأمن يلم بجميع ما بها قبل التوقيع عليها وما دام قد وقع فقد أصبح ملزما بها، ويحدث الإخلال بمبدأ منتهى حسن النية من جانب المستأمن فى عدة صور ولكل صورة من هذه الصور تأثيرها على صحة التعاقد وسريان العقد؛ والشكل التالى يوضح صور الإخلال بمبدأ منتهى حسن النية:
ويتضح من الشكل السابق أن هناك أربعة صور للإخلال بمبدأ منتهى حسن النية سوف نوضحها فيما يلى مع بيان أثرها على التعاقد:
أ. إخفاء بيانات جوهرية بحسن نية
قد يخفى المستأمن بعض البيانات الجوهرية بحسن نية، نتيجة للسهو أو عدم الانتباه أو الاعتقاد من جانب المستأمن بأنها ليست جوهرية، فى هذه الحالة إذا اكتشف المؤمن هذه البيانات قبل وقوع الحادث فهنا يصبح العقد قابلا للبطلان بمعنى أنه يحق للمؤمن أن يلغى التعاقد فورا على أن يرد للمستأمن جزء من الأقساط المسددة عن الفترة التي لم تنقضى من العقد إذا أصر على بطلان العقد، كما يحق للمؤمن أن يستمر فى التعاقد بعد تعديل شروط التعاقد، أو زيادة القسط المستحق وتحصيل فروق الأقساط وفوائدها عن المدة المنقضية من العقد والإبقاء على التأمين سارى المفعول بالقسط الجديد إذا وافق المستأمن على ذلك.
أما إذا علم المؤمن بهذه البيانات بعد وقوع الحادث المؤمن منه فإنه يلتزم بسداد تعويض نسبى للمؤمن له كنسبة قسط التأمين المدفوع إلى قسط التأمين الذي كان يجب دفعه لو علم المؤمن بهذا البيبان عند التعاقد أى أنه: التعويض المدفوع = التعويض المستحق × (قسط التأمين المدفوع / قسط التأمين الذى كان يجب دفعه)، ويقع على عاتق المؤمن إثبات أن البيانات التي أخفاها المستأمن جوهرية وتؤثر على التعاقد.
ب. إخفاء بيانات جوهرية بسوء نية
قد يخفى المستأمن بعض البيانات الجوهرية بسوء نية، بهدف تخفيض درجة خطورة الشيء المؤمن عليه لتخفيض تكلفة التعاقد على التأمين، وفى هذه الحالة يصبح العقد باطلا بطلانا مطلقا حيث يحق للمؤمن إنهاء التعاقد فورا ويحتفظ بالقسط كاملا ولا يرد منه أى شىء إلى المستأمن، ولكن يقع على المؤمن عبء إثبات أن البيانات التى أخفاها المستأمن جوهرية وأن إخفاءها تم عن عمد وسوء نية.
ففي التأمين من الحريق قد يتعمد المستأمن أن يخفى عن المؤمن أن حوائط المبنى المطلوب التأمين عليه مصنوعة من المواد الخام سريعة الاشتعال، أو أنه يحتفظ أسفل المبنى بمخزن للبوتاجاز لذلك يعتبر المؤمن له قد أخفى بيانات جوهرية بسوء نية، مما يجعل عقد التأمين باطلا؛ ويستطيع المؤمن أن يتنصل من دفع التعويض فى حالة تحقق الخطر حتى ولو كانت الخسارة ناشئة عن أسباب أخرى للحريق ليست لها علاقة بمخزن البوتاجاز.
ج. الإدلاء ببيانات خاطئة بحسن نية
قد يدلى طالب التأمين أحيانا بيانات ومعلومات خاطئة عن الخطر المطلوب التأمين عليه بحسن نية اعتقادا منه بأن هذه البيانات ليس لها تأثير فى التعاقد على التأمين، فإذا ذكرت إحدى السيدات المؤمن على حياتها سنا أقل من عمرها الحقيقى فى طلب التأمين، أو إذا أخطأ المؤمن له فى تحديد المسافة بدقة بين مكان الشيء المؤمن عليه وأقرب محطة بنزين أو مخزن لأنابيب البوتاجاز، فإن العقد فى هذه الحالات يعتبر قابلا للبطلان بمعنى أنه يحق للمؤمن أن ينهى التعاقد فورا، على أن يرد إلى المستأمن باقى القسط المستحق عن المدة الباقية من التعاقد، أو يبقى التعاقد كما هو مع تحميل المستأمن فروق الأقساط وفوائدها عن الفترة المنقضية، وتحديد قسط جديد للفترة الباقية من مدة التغطية.
د. الإدلاء ببيانات خاطئة بسوء نية
قد يدلى المستأمن ببيانات خاطئة و غير حقيقية بسوء نية وعن عمد وذلك بغرض الغش والتضليل و الحصول على تأمين بشروط أفضل و قسط أقل، وفى هذه الحالة يصبح عقد التأمين باطلا بطلانا مطلقا، ويترتب على ذلك أن يكون من حق المؤمن أن يفسخ العقد دون رد أى جزء من القسط المدفوع له مقدما، كما يقع عليه عبء إثبات عدم صحة البيانات التى ذكرها المؤمن له؛ ففي تأمين السيارات التكميلى إذا تبين للمؤمن أن المستأمن قد ذكر فى طلب التأمين أنه لم يسبق له أن ارتكب حوادث، خلافا للواقع، بهدف الحصول على خصم عدم المطالبة، فإنه بذلك يكون قد أدلى ببيانات خاطئة بسوء نية للاستفادة من التأمين بدون وجه حق.
وأيضا إذا طلب من المؤمن عليه أن يحدد فى طلب التأمين ما إذا كان مصابا بمرض وراثى يصعب تحديده بالكشف الطبى، فإذا أجاب المؤمن عليه بالنفي على خلاف الحقيقة التى يعلمها، فإنه يكون قد أدلى ببيانات خاطئة بسوء نية تبرر بطلان عقد التأمين بطلانا مطلقا
فى النهاية اخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.