ما هي العوامل الاقتصادية؟
العوامل الاقتصادية هي المتغيرات التي تؤثر على الاقتصاد ككل، وكذلك الشركات الفردية، وهذه العوامل تشمل أسعار الفائدة ومعدلات الضرائب والقوانين والسياسات والأجور والأنشطة الحكومية؛ كما أن العوامل الاقتصادية تساعد الشركات والمستثمرين في معرفة متى يستثمرون، وأين يستثمرون، ومتى يسحبون الأموال من شركة أو قطاع معين، حيث أن التغيرات في العوامل الاقتصادية ستؤثر على العائد علي الاستثمار.
ويجب أن يكون المستثمر مستعدًا للتغيرات في العوامل الاقتصادية وعواقبها، فمن خلال معرفة تأثير العوامل الاقتصادية، يمكن للمستثمرين اتخاذ القرار الصحيح فيما يتعلق بالاستثمار؛ كما تساعد هذه العوامل الاقتصادية الإدارة على اتخاذ القرارات والاستعداد لأي تغيرات إيجابية أو سلبية في الاقتصاد.
مقالة ذات صلة: علم الاقتصاد: تعريفه، أهميته، فروعه، مناهجه
أمثلة على العوامل الاقتصادية
هناك أمثلة متعددة للعوامل الاقتصادية. بعض منها على النحو التالي: –
- معدل الضريبة
- سعر الصرف
- التضخم الاقتصادي
- العمالة
- الطلب / العرض
- الأجور
- القوانين والسياسات
- النشاط الحكومي
- ركود اقتصادي
10 عوامل اقتصادية تؤثر على الأعمال التجارية
فيما يلي أهم 10 عوامل اقتصادية تؤثر على الأعمال التجارية:
1. سعر الفائدة
تؤثر أسعار الفائدة عادة على تكلفة اقتراض الشركة من المؤسسات المالية، وعادة ما يحدد البنك المركزي لبلد ما سعر الفائدة، ويؤثر هذا العامل الاقتصادي على سيولة النقد في الاقتصاد؛ ويمكن أن تؤدي الزيادة في سعر الفائدة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي لأنه يصبح باهظ التكلفة بالنسبة للشركات ان تقترض الأموال، وقد تؤدي تلك الزيادة في سعر الفائدة أيضًا إلى انخفاض أسعار الأسهم.
وفي هذه الحالة، قد تختار الشركات استثمارات أكثر أمانًا، مثل السندات وشهادات الإيداع؛ وفي المقابل، يمكن أن يؤدي انخفاض سعر الفائدة إلى نمو اقتصادي أعلى حيث أن الشركات لديها المزيد من الأموال المتاحة للاستثمار، وقد تصبح الشركات أيضًا على استعداد لتحمل المزيد من المخاطر عند الاستثمار في الأسهم.
2. سعر الصرف
ويشير سعر الصرف إلى قيمة عملة بلد ما من حيث عملة بلد آخر، وعادة ما يؤثر التغير في أسعار الصرف على أسعار السلع المستوردة والمحلية التي تعتمد على المواد أو الأجزاء المستوردة؛ ويساعد فهم أسعار الصرف في أنشطة التصدير والاستيراد لأن الشركة يمكنها تحديد ما إذا كانت أعمالها تحقق ربحًا أم خسارة، ويمكن أن تؤثر أسعار الصرف المتقلبة على المبلغ الذي تدفعه الشركة لمورديها الدوليين.
وعادة ما ترتفع الأسعار التي يدفعها الأفراد مقابل السلع الأجنبية إذا كانت العملة المحلية لبلد ما ضعيفة، وويؤثر هذا العامل الاقتصادي أيضًا على أداء الاستثمار والتضخم وأسعار الفائدة وقد يمتد إلى سوق العمل؛ ومع ارتفاع سعر الصرف، قد ينخفض معدل البطالة في بلد ما، فالزيادة في أسعار الواردات قد تجعل الشركات تركز على إنتاج السلع محليا، الأمر الذي يمكن أن يزيد الطلب على القوى العاملة ويؤثر بشكل إيجابي على التوظيف.
3. معدل الضريبة
يعد معدل الضريبة جزءًا أساسيًا من الاقتصاد، لأنه يؤثر على أسعار ومبيعات السلع؛ ويشير إلى المبلغ الذي تدفعه الشركات والأفراد للحكومة بعد حصولهم على العوائد والأرباح. ويمكن أن تؤدي معدلات الضرائب المرتفعة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي لأن الشركات لديها أموال أقل للاستثمار ولتوسيع أعمالها؛ وفي المقابل، يمكن أن تؤدي معدلات الضرائب المنخفضة إلى زيادة النمو الاقتصادي لأن الشركات لديها المزيد من الأموال للاستثمار، وغالبًا ما تراقب الشركات هذا العامل الاقتصادي لتوقع التغيرات الاقتصادية والتكيف معها.
4. التضخم
يصف التضخم الزيادة في متوسط تكلفة السلع أو الخدمات خلال فترة زمنية؛ والتضخم الذي يحدث بسرعة هو مقياس لعدم الاستقرار الاقتصادي أو الانكماش الاقتصادي في حين عادة ما يتم التنبؤ بالتضخم الثابت steady inflation كعامل اقتصادي طبيعي.
5. العمالة
تعتبر العمالة أو الأجور دائمًا من العوامل الاقتصادية المهمة التي تؤثر على الاقتصاد؛ ونتيجة لذلك، بدأت العديد من البلدان بالاستعانة بعمالة من مصادر خارجية (من دول أخرى)، وتفتتح الشركات مصانعها أو خطوط إنتاجها حيث تكون العمالة رخيصة.
6. العرض / الطلب
العرض والطلب على السلع والخدمات يمكن أن يؤثر على الأسعار، والطلب هو عدد السلع والخدمات التي يرغب العملاء في شرائها، في حين أن العرض هو إجمالي كمية السلع والخدمات المتاحة للعملاء؛ وعندما يكون هناك زيادة في الطلب على السلع والخدمات، قد ترتفع الأسعار، مما يؤدي إلى التضخم؛ وهذا يعني أن العملاء يمكنهم إنفاق المزيد من الأموال لشراء السلع، مما يشجع الشركات على التوسع لتلبية الطلب المتزايد؛ وفي المقابل، عندما يتجاوز العرض الطلب، تميل الأسعار إلى الانخفاض، ويؤدي هذا عادة إلى زيادة القوة الشرائية للعملاء، حيث أن تكلفة المنتجات تكون منخفضة نسبيًا مقارنة بالموارد المالية للمشترين.
مقالة ذات صلة: العرض والطلب: التعريف، الأهمية، المنحني، العوامل الرئيسية، أمثلة
7. الأجور
الأجور هي عامل اقتصادي يؤثر على أداء الشركات، حيث يمكن أن تؤدي الزيادة في أجور الموظفين إلى تحسين القوة الشرائية للأفراد وزيادة الإنفاق الاستهلاكي (الإنفاق الذي يتم لشراء السلع والخدمات التي تستخدم على الفور لإشباع الاحتياجات الشخصية أو العائلية مثل الطعام والملابس والإيجار)؛ وعندما يحدث هذا، يمكن أن يتجاوز طلب العملاء العرض، مما يتسبب في قيام الشركات المصنعة بزيادة أسعار السلع والخدمات؛ وهذا يمكن أن يؤدي إلى التضخم، حيث قد ينفق المستهلكون المزيد من الأموال لأنهم يتوقعون ارتفاع أسعار السلع باستمرار. ويمكن أن يؤدي انخفاض الأجور إلى انخفاض الإنفاق الإجمالي، الأمر الذي يمكن أن يسبب الانكماش؛ وقد يختار الأفراد توفير المال لأنهم يتوقعون انخفاض أسعار السلع والخدمات بمرور الوقت.
8. القانون والسياسات
مع التغيير أو التعديل في القانون، يتغير اقتصاد البلد؛ فعلى سبيل المثال، إذا أصدرت الحكومة قانونًا يحظر السجائر في البلاد، فسيؤثر ذلك على الشركات التي تتعامل فيها وموظفيها وأصحاب المتاجر، مما يؤثر على الاقتصاد على مستوى واسع؛ وبالمثل، فإن أي سياسة تتخذها الحكومة ستؤثر على الاقتصاد.
9. النشاط الحكومي
تستخدم الحكومات عادة السياسات المالية لتعزيز قوة الاقتصاد والحد من الفقر، وتقوم السياسات المالية بضبط معدلات الضرائب ومستويات الإنفاق في الدولة للتأثير على الاقتصاد ومراقبته؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤثر الزيادة في الإنفاق الحكومي بشكل مباشر على النمو الاقتصادي لأنها تؤدي عادة إلى زيادة الوظائف والأجور.
ويؤثر النشاط الحكومي أيضًا على بعض الصناعات؛ ولذلك، على سبيل المثال، إذا روجت الحكومة لأي صناعة مثل التأمين أو الطب أو التكنولوجيا، فإنها ستشجع هذا القطاع الذي يعزز اقتصادها ويدعمه بشكل عام.
10. الركود
يحدث الركود عندما يكون هناك انخفاض في النشاط الاقتصادي لبلد ما، فالركود عادة ما يقلل من القوة الشرائية للعملاء، مما يدفع الشركات إلى خفض أسعار السلع والخدمات؛ وبمجرد انخفاض ناتج الاقتصاد، تحقق الشركات أرباحًا أقل، مما يعني أنها قد تجد صعوبة في الاحتفاظ بالموظفين؛ ونتيجة لذلك، قد تتوقف العديد من الشركات عن تعيين موظفين جدد لخفض التكاليف، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدل البطالة في البلاد. وعادة ما بسبب الركود عوامل مثل الديون المفرطة، والتضخم، والتغير التكنولوجي؛ وإذا أدركت الشركة أن الركود قد يؤدي على الأرجح إلى انخفاض مبيعات منتجاتها، فقد تقلل الإنتاج مقدمًا.
وبعد كل ما وضحناه، يمكننا أن نرى كيف تؤثر العوامل الاقتصادية المذكورة أعلاه على الاقتصاد؛ وتؤثر العديد من العوامل الاقتصادية الأخرى مثل البطالة والسوق market ورأس المال والتكنولوجيا على الاقتصاد.
العوامل الاقتصادية المؤثرة في التنمية
عادة ما تؤدي التنمية الاقتصادية إلى رفع مستوى المعيشة، لأنها تشير إلى أن العديد من الأفراد لديهم إمكانية الوصول إلى التعليم، وظروف السكن الجيدة، والرعاية الصحية؛ وفيما يلي العوامل التي تؤثر على التنمية الاقتصادية:
1. التعليم والتدريب
التعليم هو أهم أداة في تنمية البلاد؛ فالتعليم يساعد الفرد على النمو والتطور، مما يؤدي إلى تنمية الاقتصاد؛ والتدريب على المهارات يساعد المرء على تنمية نفسه، مما يؤدي إلى ارتفاع الأجور وتنمية الاقتصاد.
2. الموارد الطبيعية
الموارد الطبيعية مثل الشجر، والمياه، والتربة، والنفط، والفحم، والمعادن، وما إلى ذلك، تؤثر على نمو البلاد، فلو كانت تلك الموارد متوفرة داخل البلد لن يدفع المرء مقابل استيرادها، وستساعد الموارد الطبيعية المتوفرة داخل البلد في خلق فرص العمل وزيادة ثروة البلاد، وتحسين الاقتصاد.
3. مصادر الطاقة
موارد الطاقة مثل البنزين والفحم والغاز وغيرها مطلوبة للتصنيع و الإنارة ولكل نواحي الحياة؛ فموارد الطاقة مطلوبة لتنمية البلاد لأنها تؤثر على الاقتصاد وتنميته.
4. النقل
يلعب النقل دورًا حاسمًا في التنمية الاقتصادية فلكي يتم تداول اي سلعة واحدة يلزم وجود وسيلة نقل جيدة؛ فإذا كان لدى أي بلد وسائل نقل جيدة، فسيؤدي ذلك إلى زيادة وصول السلع أو الخدمات إلى المستهلكين، مما سيؤدي إلى التنمية الاقتصادية للبلاد.
5. التواصل
من خلال استخدام عدة طرق للتواصل، مثل الإنترنت والهواتف المحمولة، يمكن للشركات توسيع أعمالها بسهولة وتلبية متطلبات العملاء؛ ومن خلال طرق التواصل تلك، يمكنهم الترويج لسلعهم وخدماتهم، مما يؤدي إلى زيادة المبيعات والتنمية الاقتصادية.
خاتمة
هذه العوامل الاقتصادية تساعد على تحديد وقت الاستثمار، وأين تستثمر، ومتى تسحب الأموال من شركة أو قطاع معين، حيث ستؤثر التغييرات في العوامل الاقتصادية على العائد علي الاستثمار؛ وهناك أمثلة مختلفة من العوامل الاقتصادية التي تؤثر على الشركات والتنمية الاقتصادية.
ويحتاج المستثمر إلى الاستعداد للتغيرات في العوامل الاقتصادية ونتائجها؛ فمن خلال معرفة تأثير العوامل الاقتصادية، يمكن للمستثمرين اتخاذ القرار الصحيح فيما يتعلق بالاستثمار؛ وتساعد هذه العوامل أيضًا الإدارة في اتخاذ القرارات والاستعداد لأي تغييرات إيجابية أو سلبية في الاقتصاد.
فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.